تزايدت التحذيرات من مخاطر استخدام مستحضرات التجميل على الصحة، والتي تبدأ من ضعف الخصوبة إلى البلوغ المبكر وصولاً إلى السرطان، لكن ذلك لم يؤثر في علاقة السعوديات بهذه المستحضرات، والتي قُدر حجم استهلاكها في العام 2013 بحوالى 11 بليون ريال، فيما كانت خمسة بلايين في العام 2005. وتغص الأسواق السعودية بكميات هائلة من مستحضرات التجميل التي بلغ إنفاق السعوديات عليها النصيب الأكبر من دخلهن. وأصبح استخدامها شبه يومي بعدما كان مقتصراً على المناسبات، حتى أن سيدات يستخدمنها من دون الأخذ في الاعتبار الجانب الصحي. وتكررت تحذيرات الهيئة العامة للغذاء والدواء من بعض أنواع المنتجات، كتلك المختصة بتجميل الشفاه أو طلاء الأظافر وكذلك مستحضرات الشعر، مؤكدةً احتوائها على ألوان محظورة ونسبة عالية من مادة «فورمالدهيد»، بالإضافة إلى احتواء العطور على مادة «الليمونين» التي تسبب مخاطر صحية. وحذرت الهيئة أيضاً من طلاء أظافر وكحل عيون يحويان نسبة عالية من الرصاص، ما يؤدي إلى خلل في الجهاز العصبي ووظائف الكلى والكبد والدم. ونبه علماء وأطباء من هذه المستحضرات على صحة النساء، لما تتسببه من أخطار نتيجة الاستعمال المكثف على طبقات الجلد، خصوصاً على البشرة وسلامتها ونضارتها، نظراً إلى احتواءها على مشتقات وأحماض تعجل بترهل الجلد وإصابته بالتجعدات والشيخوخة المبكرة. وتؤثر المواد التي تستخدمها المرأة وتحوي مواد كيماوية، سلباً في النظام الهرموني في جسمها، خصوصاً الحوامل والأطفال، فيما يمكن لبعض المواد التي تدخل في تركيب المستحضرات أن تؤدي إلى خفض معدلات الخصوبة، والتأخر في الإنجاب، والبلوغ المبكر، وربما الإصابة بأنواع من السرطان. ويتسبب استعمال مواد التجميل على المدى الطويل، والتي تحوي مواد خطرة، مثل المعادن الثقيلة والأحماض والمشتقات البترولية وغيرها، بخطورة عالية على أعضاء أخرى غير الجلد، لأن هذه المواد تنساب من خلال مسام الجلد إلى الدم، ومنه إلى أعضاء أخرى، خصوصاً الكبد والكلى. وحذر أطباء وخبراء تجميل من مستحضرات تجميل تباع في الأسواق المحلية، تحوي منتجات تتسبب في الإصابة بأمراض الجلد، موضحين أن هذه الأضرار ناتجة من احتوائها على دهون غير صحية أو أن طريقة التصنيع خاطئة ما يؤدي إلى وقوع خلل في نسب مكوناتها. وقال خبير التجميل ناجي مجدلاوي لـ«الحياة» أن «المشكلة لا تقتصر على البشرة فقط، وإنما لوحظ ظهور مشكلات متفرقة مثل تساقط الشعر إلى حد الصلع، بسبب تركيبات شامبو غير مسموح بها، تؤدي إلى إتلاف فروة الرأس وتحد من نشاط بصيلات الشعر، ما يؤدي إلى مشكلات تستدعي تدخلاً علاجياً عاجلاً أحياناً». وكشف استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية الدكتور علي العبد الرحمن عن ارتفاع عام في الأمراض الجلدية في السعودية مقارنة بما قبل عقد، لكن لا وجود لأرقام توضح ارتفاع الأمراض الجلدية باستثناء المزمنة منها، مثل الصدفية التي شهدت تنامياً خلال العامين الأخيرين لأسباب متنوعة غير محصورة بخطورة مواد التجميل غير الصحية. ميدانياً، أسفرت حملة لوزارة التجارة والاستثمار عن مصادرة أكثر من ألف من المنتجات المخالفة للمواصفات، شملت مستحضرات تجميل في أكثر من ثلاثة آلاف منفذ بيع وضبطت خلالها 75 منشأة مخالفة. وأغلقت الوزارة مصنعاً لإنتاج مستحضرات التجميل في الرياض العام 2015، إثر ضبط مخالفات في خطوط الإنتاج تمثلت باستخدام مواد أولية مجهولة المصدر، وإعادة التعبئة في عبوات متهالكة غير صالحة للاستخدام. وصادرت وحدة الخدمات النسائية في بلدية الخرج في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، كميات كبيرة من المواد التجميلية منتهية الصلاحية، تشكل خطورة على مستخدميها، وذلك خلال جولة رقابية في الأسواق والمجمعات التجارية في مدينة السيح. وضبطت هيئة الغذاء والدواء كميات كبيرة من منتجات مخالفة ومغشوشة تُباع في محال العطور والتجميل في سوق المرقب في مدينة الرياض.