في الماضي، كان الرجل يتمتع بسلطة مطلقة داخل العائلة، وصاحب كل القرارات المتعلقة بشؤون الأسرة. وفي المقابل، تغيَّر هذا المفهوم تماماً، فقد أثبتت الدراسات الحديثة التي قام بها علماء أميركيون أن دور الرجل في العائلة قد تراجع نسبياً. وفي هذا السياق، صرَّح رئيس قسم الأبحاث في جامعة آيوفي، ديفيد فوغل، أن المرأة أصبحت تسيطر فعلياً على جل القرارات المصيرية داخل العائلة. وفي الواقع، استند بعض العلماء للعوامل المادية والجسدية لمعرفة صاحب القرار في الأسرة، وبما أن الرجل كان هو الأقوى والعائل الوحيد للعائلة، فضلاً عن تفوقه الجسدي، فقد أقروا بأن الرجل يتمتع بسيطرة كاملة على كل العائلة. وفي الوقت الراهن، تغيرت هذه العوامل تغيراً جذرياً، وبات من غير الواضح من هو العائل الحقيقي للعائلة، وإذا ما كان الرجل يكسب أكثر من المرأة أم العكس، وبغض النظر عن كل هذه المعطيات، فإن النساء تحظى بنفوذ أكبر داخل الأسرة في مجتمعنا الحديث. وفي إطار تجربة علمية، جمع فوغل وفريق من الباحثين الأميركيين قرابة 72 زوجاً لم يتجاوزوا سن 33 سنة، ولم يمض على زواجهم أكثر من 5 سنوات، وطلب العلماء منهم الدخول في مناقشة حول المشاكل الأسرية ومحاولة إيجاد حلول لها. وفي الأثناء، قام الباحثون بتسجيل جميع المناقشات والمحادثات بين كل الأطراف التي لم تستغرق سوى 20 دقيقة. وفي أعقاب التجربة، قام العلماء بدراسة التسجيلات وتحليلها، واتضح لهم أن القاعدة المبدئية العامة تقر بأن الزوجة هي أكثر هيمنة مقارنة بزوجها. علاوة على ذلك، كشفت هذه البحوث أن النساء يتمكّن ببساطة من إقناع أزواجهن عن طريق اتباع أسلوب حازم في الحوار، لإثبات وجهة نظرهن. ومن المرجح، أن الهيمنة التي تظهرها المرأة في النقاش وفي حل المشاكل الأسرية واتخاذ القرارات، من شأنها أن تزعزع علاقتها بزوجها، خاصة إذا ما رفض الرجل الأسلوب المسيطر الذي تتبعه زوجته. وفي هذا الإطار، قال فوغل إن "النساء يستخدمن عبارات قوية أثناء الحوار، ويضعن أزواجهن في موضع الاختيار". إلا أن السؤال المطروح، لماذا يحدث هذا؟ وفقاً لبعض الباحثين، تتمتع المرأة بقدرة مذهلة على تحمل كل أعباء الأسرة، بالإضافة إلى ذلك تتعمق المرأة في البحث عن جوهر المشاكل وإيجاد حلول ناجعة لها. والجدير بالذكر أن المرأة تكتسب مكانتها في العائلة من خلال اهتمامها بشؤون أفراد أسرتها وتوفير سبل الراحة لهم، عن طريق معالجة كل مشاكلهم، صغيرها وكبيرها، والسهر على تجاوز كل العقبات التي تقف في وجههم، هذه الصفات والمميزات تسمح للمرأة بفرض نفوذها وسلطتها على زوجها. وعموماً، أصبح مجتمعنا المعاصر يقبع تحت هيمنة النساء، وقد يكون ذلك برغبة وموافقة من الرجال، حتى يتمكنوا من التخلص من حجم المسؤولية التي تقع على عاتقهم، ويسلموا منصب القيادة للمرأة. هذا الموضوع مترجم بتصرف عن صحيفة Malicha الروسية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط .