إسطنبول ، أثينا، جنيف أ ف ب أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن من غير المطروح سحب بلاده كامل قواتها المنتشرة في قبرص، فيما قالت اليونان إنه لا حل للمسألة القبرصية إلا بـ «انتهاء الاحتلال التركي». واعتبر أردوغان، أمس، أن اليونانيين والقبارصة لا تزال لديهم «توقعات مختلفة» عن تلك التي ينشدها الأتراك حول الحل. وصرّح عقب مفاوضاتٍ تاريخيةٍ بدأت الإثنين الماضي في جنيف السويسرية «الانسحاب الكامل للقوات التركية من قبرص غير مطروح». ورأى أن القبارصة الأتراك «يعملون بكثافة وحسن نية. إلا أن القبارصة اليونانيين وأثينا لا تزال لديهم توقعات مختلفة». وبُثَّت هذه التصريحات المتلفزة فيما أكد الرئيس القبرصي، نيكوس أناستاسياديس، على ضرورة انسحاب نحو 30 ألف جندي من شمال قبرص الذي تسيطر تركيا عليه «للتوصل إلى حل ينهي عقوداً من الانقسام» في الجزيرة. لكن الرئيس التركي تحدث عن خلافات أساسية بين الطرفين حول مسألة الرئاسة الدورية في حال قيام اتحاد من منطقتين. واعتبر أن من «غير المقبول» أن يتولى القبارصة الأتراك الرئاسة لفترة واحدة في حين يتولاها نظراؤهم اليونانيون لـ 4 فترات، علماً أنه تحدث سابقاً عن نقاشاتٍ طرحت تولي القبارصة اليونايين الرئاسة لفترتين مقابل فترة واحدة للقبارصة الأتراك. ورأى أردوغان الجمعة أن هذا الطرح «عادل. إن أردنا سلاماً عادلاً وشاملاً فهذه طريقة للوصول إليه». وشدد على أن بلاده لا تقدم أي تنازلات وأنها أوضحت ذلك في جنيف، قائلاً «أخبرناهم (في جنيف) أنه لا يجب أن يتوقع منا أحد أي شيئاً». وضمّ مؤتمر جنيف، الذي استمر حتى ساعات مبكرة من صباح الجمعة، الرئيس أناستاسيادس وزعيم القبارصة الأتراك، مصطفى أكينجي، مع وزراء الخارجية البريطاني واليوناني والتركي والأوروبي. وقبرص مقسومة منذ عام 1974 عندما اجتاحتها القوات التركية رداً على انقلابٍ استهدف إلحاقها باليونان. وتسبَّب الاجتياح في نزوح عشرات الآلاف من الشطرين إلى الجنوب أو الشمال بين ليلة وضحاها، تاركين كل ما يملكون وراءهم. وفي أثينا؛ قال وزير الخارجية اليوناني، نيكوس كوتزياس، الجمعة إنه لا يمكن الوصول إلى حل ينهي عقوداً من الانقسام في الجزيرة إلا عبر رحيل قوات «الاحتلال» التركي. وجاء في بيانٍ له «الحل العادل يعني أولاً التخلص من السبب، أي الاحتلال ووجود قوات احتلال» على أرض قبرص، في إشارة إلى الـ 30 ألف جندي تركي. ويعد الرئيس القبرصي أن المحادثات على «المسار الذي يحيي الأمل» في الحل، وفق تصريحاته للصحفيين في جنيف.