×
محافظة المنطقة الشرقية

سمية الخشاب بطلة «الحلال»

صورة الخبر

ليست المرة الأولى التي لا تبدو فيها علاقة المهاجم ناصر الشمراني مع المدربين الذين يشرفون عليه في أفضل حالاتها، فالهداف الذي حقق لقب هداف الدوري السعودي في خمس مناسبات يعيش أياماً غير جيدة مع فريقه الهلال الذي انتقل إليه قادماً من الشباب بعدما بدأ مسيرته من النادي العريق الوحدة. عاش اللاعب المخضرم أوقاتاً صعبة حين كان يمثل الشباب بقيادة البلجيكي ميشيل برودوهوم وفي الموسم الماضي كان بعيداً عن خيارات اليوناني جورجيو دونيس على الرغم من الحاجة الماسة لخدماته، إذ أجمع معظم المتابعين على أن الفريق الأزرق يستطيع الوصول لمناطق منافسيه بسهولة لكنه يفتقد لإنهاء الهجمات بشكل مثالي وهي الميزة التي يتفوق بها الشمراني على أقرانه كونه يتعامل مع الفرص بعيداً عن الفلسفة، ومع ذلك لم ينجح في حجز خانته في القائمة الأساسية. من الواضح أن المهاجم الملقب بـالزلزال لا يريد إلا أن يكون المهاجم رقم واحد فهو يقع تحت الضغط حين يلعب بجوار مهاجمين جيدين، ومن يقرأ تاريخه من الناحية النفسية يجد أنه يكون في أفضل حالاته حين يشارك باستمرار، لكن نجمه يبدأ بالتراجع بمجرد وجود مهاجم هداف آخر يستطيع منافسته وإزاحته من الواجهة. وجود لاعب مميز وهداف بارع بحجم ناصر الشمراني أمر مهم للهلاليين، لكن عدم قدرته على احتمال البقاء في دكة البدلاء يجعل منه عنصراً سلبياً داخل منظومة الفريق، وهذه العقلية تتواجد بكثرة في اللاعبين السعوديين الذين لا تعنيهم المنظومة بقدر كيفية البقاء في دائرة النجومية مهما كانت النتائج، ما يعني أن بقاء الشمراني في الهلال خصوصاً وأن البوصلة تتجه لاستقطاب مهاجم أجنبي ثانٍ سيكون مكلفاً وبمثابة الصداع بالنسبة للجهازين الفني والإداري. في صيف ٢٠١٣ اتخذ رئيس الشباب الأسبق خالد البلطان خطوة جريئة بالتخلي عن الهداف البارز مقابل الإبقاء على قيمة الفريق ليقتنص المدرب الهلالي حينذاك سامي الجابر الفرصة ويظفر بتوقيع الشمراني، لكن السيناريو ذاته يتكرر الآن وبعد ثلاث سنوات من مجيء الأخير لـالزعيم ليكون التخلي عنه لمصلحة نادٍ خليجي وبعيد عن المنافسات السعودية هو الخيار الأفضل للاعب ولفريقه. الأهم من هذا كله أن يستوعب النجم الذي دخل المنعطف الأخير من مسيرته أن تكرار هذا المسلسل في أكثر من نادٍ يعني أن الخلل ليس في الأندية ولا في المدربين، وأن عليه مراجعة حساباته لينهي مشواره بالشكل اللائق.