انفجرتْ «القلوب المليانة» بين وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق وبين الوزير السابق اللواء أشرف ريفي الخارج من «عباءة» تيار «المستقبل» بزعامة سعد الحريري والمعترض على خياراته. وشهدت بيروت في الساعات الماضية تبادُل اتهامات من «العيار الثقيل» وكلام جارِح بين ريفي والمشنوق، في «حربٍ» بدأت شرارتها الاسبوع الماضي مع توقيف أحد أبرز مرافقي الوزير السابق (وهو مؤهل في قوى الامن الداخلي) من قبل «شعبة المعلومات» لمخالفته الأنظمة والقوانين العسكرية وتعاطي الشؤون السياسية، قبل ان يتم خفض عدد مرافقي ريفي من نحو 60 إلى 20 مع نقْل المسؤول عن أمنه الرائد محمد الرفاعي. وبعدما أعلن ريفي «أرادوها معركة فلتكن»، مشبهاً ما يستهدفه بـ «السلوك الحاقد الذي استهدف الشهيد رفيق الحريري (...) توقيفات من فريق حمايتي تشبه الكيدية التي تعرّض لها الرئيس الحريري في قضية الزيت، وسحْبٌ لعناصر من حمايتي الأمنية بحججٍ هي نفسها التي استعملها النظام الأمني السوري مع الرئيس الشهيد»، ردّ الوزير المشنوق بعنف واصفاً ما يقوم به الوزير السابق بأنه «حرب دونكيشوتية»، ومتهماً اياه بـ «الرعونة والجنون» وإطلاق الكلام «غير المسؤول». وأكد وزير الداخلية في إطلالة تلفزيونية «ان الموضوع لا يستحق، وهذا تسلُّق انتخابي أتفه من التافه، وهناك عسكري مخالف للقانون وعوقب، ويوجد عدد من المرافقين يبدأ ولا ينتهي»، وموضحاً ان خفض مرافقي ريفي جاء من ضمن قرار بإعادة النظر بالمرافقات للشخصيات السياسة والقضائية وشخصيات أخرى «وهذا قرار متخَّذ منذ أشهر ولا علاقة له بشخص معيّن». ورداً على تشبيه ريفي ما يتعرض له بما حدث مع الرئيس الحريري قبل اغتياله، قال: «مَن هو ليقارن نفسه بالرئيس الحريري؟ ليعرف كل واحد حجمه. اسم الرئيس الحريري ليس «تاكسي»، وهذا اسم لا ينقل غير الشرفاء ولا ينقل المنافقين»، متوجهاً الى الوزير السابق «انتَ مين امام رفيق الحريري؟». ولم يتأخّر ردّ اللواء ريفي الذي قال: «لن أردّ عليه بلساني بل بلسان الرئيس سعد الحريري الذي قال لمحقق لجنة التحقيق الدولية (في اغتيال الرئيس رفيق الحريري) بالصوت الموثَّق: «إذا راودني الشك بأحد المقرَّبين من والدي في تسريب المعلومات عنه ، أشك بشخصٍ كنهاد المشنوق». واضاف: «أرجو ألا أُضطر إلى أن أقول أكثر عن هذا الذي يصف الشرفاء بالمنافقين، لكن أسأله لماذا تكشفني أمنياً ولمصلحة مَن؟ فيما أنت تُخصِّص 240 عسكرياً لمرافقتك، وتُقفل الطرق وتُقيم المربعات الأمنية؟ وللكلام تتمة». ولاحقاً سلّم ريفي السيارات الرباعية الدفع المصفّحة التي كانت في حوزته الى شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي.