يقول المثبطون وبلكنة أجنبية تحت مظلة علم فرويد من أن الأخلاق تولد مع الإنسان ولا يستطيع أن يغيرها، وكل العلوم الإنسانية الحديثة تؤمن بأن تغيير الأخلاق والطباع ضرب من ضروب المستحيل وتردد الكلمة الانجليزية (too late ) ..!.. فكل شيء يأتي عندهم متأخرا لا قيمة له، فلا حظّ للإنسان في أن تتغير أخلاقه أو أن تتعدل طباعه السيئة متى ما شب وكبر.. ولكن الإسلام يعطينا الأمل والفسحة، ويخبرنا أن محاولة التعود والمجاهدة البسيطة وعدم الاستسلام كفيلة بأن تحول عاداتك الجميلة التي تجاهد نفسك في تصنعها إلى طبيعة ثانية لك، والتاريخ يشهد بآلاف الأمثلة لرجال ونساء استطاعوا أن يغيروا أنفسهم وينسلخوا من جلدهم الطبعي والأخلاقي القديم، فقلبوا المجتمعات وغيروها، وما الإنسان إذا لم يكن له حظ وافر من الأمل والتفاؤل، وكيف يكلف الإنسان بأن يتوب ويقلع ويصلح وهو لا يقدر على ذلك بقوة من الله أودعها في نفوسنا وفطرنا على المحبة للآخر؟.. ولكن الله يكلفنا بطلب العون منه أولًا، والاتكال عليه في التغيير ويكلفنا بالتصبر والصبر حتى ننعم بنعمة التغيير وما ذلك بالعسير إلا على من عسرها على نفسه واتبع هواه.. وعلى دروب التغيير للأفضل نلتقي..