محمد أحمد (القاهرة) سورة النَّمْل، مكية، عدد آياتها 93، ترتيبها السابعة والعشرون، نزلت بعد سورة «الشعراء»، بدأت بحرفيّ الهجاء «طس»، السورة بها سجدة في الآية 24، ذكرت قصة سيدنا سليمان وبلقيس ملكة سبأ، ووردت بها البسملة مرتين في السورة. سورة النمل إحدى ثلاث سور نزلت متتالية ووضعت في المصحف متتالية، وهي الشعراء والنمل والقصص، وهذه السور الثلاث كسائر السور المكية تهتم بالحديث عن أصول العقيدة والتوحيد والرسالة والبعث، وعن طريق قصص الغابرين تعطي العبرة والعظة. وافتتحت بما يشير إلى إعجاز القرآن ببلاغة نظمه وعلو معانيه والتنويه بشأنه، وجاء في تفسير «الوسيط للقرآن الكريم» أن معجزة القرآن فاقت سائر المعجزات السابقة، لأنها لا وجود لها الآن، فلقد ذهبت كلها، ولولا أن القرآن أيدها لكانت موضعا للشك والريبة، أما معجزة القرآن فهي باقية ما بقي الزمان، واضحة الإعجاز والبيان، لأن شريعته هي الشريعة العامة للبشرية، الخاتمة لجميع الشرائع فلذلك جعله الله آية باقية مقروءة مكتوبة، بينة مبينة محفوظة من التغيير والتبديل بكفالة العزيز الحكيم. ثم تحدثت عن قصص بعض الأنبياء بإيجاز في البعض وبإسهاب في الآخر، فذكرت بالإجمال قصة موسى والعصا وصالح ولوط وما نال أقوامهم من العذاب بسبب إعراضهم عن دعوة الله وتكذيبهم لرسله الكرام. وتحدثت بالتفصيل عن قصة داود وولده سليمان وبلقيس وبدأت بالإشارة إلى نعمة الله على داود وسليمان، ثم ذكرت قصة سليمان مع النملة ومع الهدهد، وملكة سبأ وقومها، وفي أختامها آيات تتحدث عن قدرة الله ومظاهر العظمة والقوة في هذا الوجود. من أشهر أسمائها «سورة النمل» وسميت به في المصاحف وكتب التفسير والحديث ووردت تسميتها في كلام بعض الصحابة، قال ابن عباس وابن الزبير: أنزلت سورة النمل بمكة، وسميت بذلك لاشتمالها على قصة النملة التي نصحت بقية النمل بالابتعاد عن طريق سليمان وجنوده، ففهم سليمان الذي علمه الله منطق الطير والدواب كلامها، وتبسم ضاحكاً من قولها، وشكر الله على ما أنعم به عليه.