×
محافظة المنطقة الشرقية

اعتقال سيدة في فرنسا لاتصالها بالشرطة 10 آلاف مرة خلال 8 أشهر

صورة الخبر

نحيي الوقفة الوطنية للشعب الخليجي ضد التطبيع، ونؤكد أن الاعتراف بالخطأ فضيلة، وعلى الرغم من أن التاجر الخليجي الذي استضاف في بيته مجموعة من الأميركان الصهاينة تفضل بتقديم الاعتذار مشكوراً على تلك الزيارة التي قام بالترتيب لها أيوب قرا نائب وزير التعاون الإقليمي في الكيان الصهيوني وكشف عن ذلك لصحيفة «هارتس»، إلا أنه كان لابد من تأكيد التاجر المعتذر على عدم توقيع أي اتفاقيات تجارية فردية أو جماعية مع ذلك الوفد المتصهين أو غيره من قبل أي تاجر خليجي، فمن غير المعقول أن يأتي ذلك الوفد ويرحل خالي الوفاض، لابد من أنهم حققوا مرادهم بتوقيع اتفاقيات مع بعض التجار، لذا من الواجب لتصحيح الخطأ بالرجوع عن تلك العقود والانسحاب منها، والتأكيد على رفض مثل تلك الزيارات التطبيعية من قبل أي وفد مماثل، ومن جانب آخر رفض أي رحلات مكوكية تطبيعية من قبل تجارنا إلى أي بلد آخر من أجل عقد اللقاءات مع مثل هذه الوفود على أراضٍ عربية أو أجنبية أخرى. والرد الحقيقي الصائب الذي كنا ننتظره هو: أن تقوم الجهات المعنية والمسؤولة عن قطاع التجارة والصناعة في الدول الخليجية بعقد صفقات مع التجار الفلسطينيين المحاصرين في الأراضي المحتلة، وبالتعاون مع السلطة الفلسطينية ممثلة في سفارات دولة فلسطين، لتسويق المنتجات الفلسطيينة وكسر الحصار الذي يفرضه الاحتلال البغيض على كل الشعب الفلسطيني ولا يفرق فيه بين التاجر والفقير، بل يُحارب الجميع في أرزاقهم. أيها التاجر الخليجي اذهب وافتح الطرق أمام التجار الفلسطينيين الذين يعانون من الذُل والحصار، لأن الصهاينة يحرقون مزارعهم ومصانعهم ويشيدون المستوطنات عليها. وهذا التطبيع التجاري والاقتصادي والسياسي القميئ، يجعلنا نعيد مناقشة مفهوم التطبيع بكل وضوح، فهل زيارة فلسطين من قبل أي إنسان عربي بهدف التضامن مع الشعب الفلسطيني أو بهدف الصلاة في المسجد الأقصى المبارك يُعد تطبيعاً كزيارة الصهاينة؟ وهل يتساوى الثرى بالثريا ؟ كالفرق بين صاحب الأرض والمحتل المغتصب. إن زيارة أي شخص عربي أو جماعة عربية إلى فلسطين المحتلة وبالتنسيق مع سفارة دولة فلسطين في أي بقعة من العالم العربي لا يُعد تطبيعاً، لماذا؟ أولا: لأنها تتم عبر السفارة الفلسطينية في بلده، وثانياً لأنه يمكن تحديد برنامج متكامل للزيارة من قبل السفارة لضمان عدم لقاء أي صهيوني، وبالتعاون مع شركات السياحة الفلسطينية، لزيارة الأماكن المقدسة والأثرية التابعة للسلطة الفلسطينية، وكذلك زيارة المخيمات والأسواق الشعبية الفلسطينية، ما يساهم في انتعاش الصناعة والتجارة الفلسطينية. وثالثاً: إن شعبنا في الداخل في أمس الحاجة إلى التضامن العربي بكل أشكاله المادي والنفسي والمعنوي، ومثل هذه الزيارات تُشعره أنه ليس وحيداً، وتعزز من معنويات الشعب الفلسطيني وتزيد من قدرته النضالية على الصمود في وجه المحتل. ورابعاً: لأنه من خلال مثل هذ الزيارات يمكن التعرف على معاناة الشعب الفلسطيني عن قرب وتقديم المساعدة المطلوبة. وللعلم فإن الصهاينة يهيمنون على السياحة من المنافذ والمطارات، وجميع الرحلات السياحية الآتية من الغرب يتم توجيهها لزيارة المستوطنات فقط، والتسوق في أسواق الصهاينة وشراء منتجاتهم، في حين يعاني التاجر الفلسطيني الأمرّين: محاربة الاحتلال له في رزقه، وضعف الطلب على المنتوجات الفلسطينية، ولا يَسمح الصهاينة للسياح الأجانب بالشراء من متاجر الفلسطينين الذين يطلقون عليهم مسمى العرب لا غير، لأن الصهاينة يرون في كل العرب أعداءهم، ولأنهم لا يريدون ذكر كلمة فلسطين. وحتى زيارة الكنائس والمساجد الأثرية في فلسطين لا يَسمح الصهاينة للسياح الأجانب باصطحاب مرشد سياحي فلسطيني، فلابد من أن يكون المرشد صهيونياً لكي يقدم للسياح المعلومات المغلوطة والملفقة التي يريدونها. ومن المعروف أن الصهاينة يومياً يحاولون سرقة التراث الفلسطيني ونسبته لهم، فالحياكة الفلسطينية التقليدية التي تقوم بها النساء الفلسطينيات في المخيمات والجمعيات أصبح الصهاينة يصنعون مثيلا لها في مصانعهم بالآلات، لتطريز مثيل للأثواب والمفارش واللوحات الفلسطينية، لكن هيهات أن تكون بمثل جمال وأصالة العمل اليدوي. هذا ناهيك عن الأكلات التقليدية الفلسطينية، التي يسرقون وصفاتها وينسبونها لهم لبيع كل تلك المنتجات على السياح الأجانب بوصفها تراثهم. إن التطبيع معناه بكل دقة ووضوح هو: إقامة علاقات طبيعية مع الأفراد والمؤسسات الصهيونية (بداخل الكيان أو خارجه) التي تخدم الكيان الصهيوني على الصُعد السياسية والعسكرية والاقتصادية والتجارية والأكاديمية والإعلامية والتكنولوجية. هذا هو التطبيع الحقيقي، وغالبية اليهود على أرض فلسطين هم صهاينة، لأنهم احتلوا أرضاً ليست أرضهم وسرقوا بيوتاً ليست بيوتهم، لكن ليس كل يهودي في أي بقعة من العالم صهيونياً، وللأسف يوجد في كل مكان، أفراد ومؤسسات صهيونية هدفها الأول خدمة الكيان الصهيوني، وعلينا أن نرفض التعامل معهم. إن زيارة فلسطين بهدف التضامن مع شعبنا، أو بهدف الصلاة في الأقصى، ليست تطبيعاً بل العكس تماماً. وربما يقول قائل إن المرور في المطارات والمنافذ لابد وأن يتم عن طريق جيش الاحتلال ويستلزم ختم الكيان، والرد هو نعم فلسطين كلها محتلة، لكن بما أن التصريح لزيارة الأرض المحتلة صادر عن السلطة الفلسطينية عن طريق سفارتها، فإن ذلك يضمن عدم ختم جواز السفر من قبل المحتل، وحتماً عندما يشعر الكيان الصهيوني أن مثل هذه الزيارات التضامنية الفردية أو الجماعية تخدم الشعب الفلسطيني فهو سيقف لها بالمرصاد ويمنعها، لذا على السلطة الفلسطينية أن تعرف كيف تتحايل على المُحتل، كما علينا نحن العرب جميعاً أن نكشف أساليب الصهاينة الكثيرة والملتوية للتطبيع ونقف لها بالمرصاد بكل قوة وشجاعة. aalsaalaam@gmail.com