تحفيزًا للإيجابية لدى ذوي الإعاقة، ولإتاحة دمجهم وتعاملهم المباشر مع غيرهم من فئات المجتمع، تحرص هيئة آل مكتوم الخيرية على إقامة الملتقى الأسري "نحن معكم"، في مخيم تراثي، يستمر في دورته الخامسة -2017م- ثمانية أيام، بمنطقة كايت بيتش - جميرا، ويشارك فيه بعض مراكز ذوي الإعاقة في إمارة دبي، وأسر منتجة، وشباب من أصحاب المشروعات. اشتمل الملتقى 44 جناحًا، ما بين تصوير ولوحات رسمها معاقون، ومنتجات ذوي الإعاقة من النباتات الصحراوية، منتجات بحرية وإكسسوارات، مشغولات يدوية وتطريز، منتجات تراثية، ومأكولات شعبية. "سيدتي" التقت بعض منظمي الملتقى، وبعض المشاركين. عن جديد هذه الدورة، يقول محمد عبيد غنام، أمين عام هيئة آل مكتوم الخيرية، لـ"سيدتي": "هدفنا الرئيس في تنظيم الملتقى السنوي "نحن معكم" أن ندمج المعاقين في كل الأنشطة المجتمعية، استضفنا هذا العام بجانب المعاقين أصحاب مشروعات صغيرة؛ حتى يشعر أولئك المعاقون وهم يقدمون منتجاتهم للجمهور بأنهم كغيرهم، خاصة وأن من المعاقين من يواصلون الدراسة حتى الماجستير والدكتوراه". أضاف غنام: "بجانب مركز ميثاء بنت محمد بن راشد تشارك 6 مراكز متخصصة في رعاية المعاقين في إمارة دبي، وبعض كبار السن، ونحن نوفر كل التجهيزات والخدمات المصاحبة مجانًا؛ تشجيعًا للفئات الأولى بالرعاية". فيما تقول عفراء الرميثي من مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة: "يشارك في الملتقى 15 من أصحاب المشاريع التابعين للمؤسسة، نتابع تجربتهم في التعامل مع الجمهور، ومع المشاركين من ذوي الاحتياجات، والمشاركات متطورة ومتميزة عامًا بعد عام". وعن كثافة زوار الملتقى في "كايت بيتش"، تقول سميرة محمد مديرة الإعلام والاتصال المؤسسي بهيئة آل مكتوم الخيرية: "للعام الخامس نقيم الملتقى في المكان ذاته، لكثرة الجمهور من كل الفئات إماراتيين ومقيمين؛ عربًا وأجانب، إضافة إلى السائحين. ويعتبر الملتقى قرية تراثية متكاملة، والناس يحبون التعرف على إنتاج وإبداعات المعاقين". من المنتجات التي شدت الانتباه، النباتات الصحراوية التي يقدمها فريق Enable من المعاقين، عنهم يقول رامي الناظر المشرف على الفريق: "نضع على كل نبتة اسم الموظف الذي أنتجها، ولا نخبر المشتري بذلك إلا بعدما يشتري، فيزداد إعجابه بعمل أولئك الشباب، ونحن نتعامل معهم كأي موظف بالشركة، ونتبع طريقة خاصة في التأهيل والتدريب، فيكتسبون مهارات ويُنتجون ويبيعون بأنفسهم، ونتيح لهم "تسويق أونلاين". في ركن النوافير، تشرح أميرة محمد، مدرسة تربية فنية في مركز ميثاء، كيف تمكنت من تدريب معاقين على إنتاج نوافير بذاك الإبهار والجمال. تقول أميرة: "كل سنة نقدم منتجًا جديدًا، بدأنا بالآبار، ثم تحولنا إلى النوافير بأحجام مختلفة، وزودناها بموتور لتكون أكثر جاذبية، والطلب كبير عليها كديكور للبيت والمكتب". إبداع آخر لمعاقات من نادي دبي، أشرفت عليه إيمان الشبراوي- مدربة أشغال يدوية وخياطة، عنه تقول: "هذه لوحات رسمتها فتيات لديهن إعاقة سمعية، وتلك مشغولات خياطة وتطريز صنعتها ذوات إعاقة سمعية وذهنية، أما الكفيفات فيبدعن في صنع الإكسسوارات النسائية، وفازت بعض فتيات النادي -في مسابقة بالدوحة 2016م- بمراكز أولى على مستوى الخليج". من أصحاب المشاريع، التقينا عبد الله سيف الشويهي، يعرض تحفًا ومشغولات وإكسسوارات مصنوعة من المحار والأصداف والمرجان، عن هوايته يقول: "تربطنا علاقة وطيدة مع البحر، فأردت أن أؤكد للأجيال الناشئة من خلال تلك المشغولات أن حاضرنا لا ينفصم عن ماضينا". مشغولات أخرى يعرضها عبد الله سالم الحمادي، فنان سيراميك، يبدع لوحات فنية وأكوابًا وأواني بألوان زجاجية، عنها يقول: "الأجانب يقدرون هذا الفن، ويقتنون مشغولات من إنتاجنا، بينما الإماراتيون والعرب يسألون أولًا عن طريقة التشكيل والرسم والتلوين، ثم يقتنعون فيشترون". وفي ركن الطالب راشد سيف المري-17 سنة، تزاحم الشباب عند إكسسوارات الموبايل، برسومات بديعة أنتجها راشد، عن تلك التصاميم يقول: "لدي موهبة الرسم، أسست مشروع "رسمة" وفزت بجائزة "التاجر الصغير" التي ترعاها مؤسسة محمد بن راشد، أعرف أذواق الشباب والبنات، فأرسم أشكالًا مميزة لأغطية الموبايلات، إضافة إلى رسومات على الـ"تي شيرت"، كلها تلاقي إعجابهم".