ضمن فعاليات مجموعة المجالس الأحسائية عقدت المجموعة لقائها السادس صباح الجمعة الثاني من ربيع الثاني في ضيافة الحاج الوجيه حسن الحبابي في جلسة حوارية وعلمية كان ضيفها استشاري الدم والأورام للأطفال، ومدير مركز أمراض الدم الوراثية بالأحساء الدكتور منير بن حسن البقشي وحملت الندوة عنوان (تأثير الفحص الطبي قبل الزواج. واستهل اللقاء مقدم الندوة الأستاذ وليد الهاشم بالترحيب بأعضاء المجالس الاحسائية والتعريف بالدكتور الضيف ومساهمته البارزة في مجال أمراض الدم من خلال البحوث المنشورة في مجلات علمية محكمة و المشاركة في تأليف كتب طبية متخصصة في مجال الدم و عضويته لجمعيات أمراض الدم و الأورام في الداخل و الخارج ونشاطه الاجتماعي البارز. وبعدها قدم الدكتور منير البقشي نبذة عن تاريخ الفحص الطبي قبل الزواج لمرض تكسر الدم المنجلي و مرض الثلاسيميا و استعرض تاريخ تجربة الفحص قبل الزواج في عدة مناطق منها قبرص واليونان و البحرين و المملكة العربية السعودية . كما بين أن مرض تكسر الدم طفرة جينية بدأت في غرب و وسط أفريقيا تميزت بمقاومة مرض الملاريا حاملين الصفة المنجلية و منها تكون فقر الدم المنجلي في الواحات الزراعية القديمة التي تكثر فيها المياه و البعوض ناقل مرض الملاريا مما زاد فرص المرض في توريث الجينات للأجيال اللاحقة في تلك الواحات . و هذا يفسر سبب زيادة نسبة المرضى و حاملي المرض في المملكة في المنطقة الشرقية و المنطقة الجنوبية و ندرته أو انعدام وجوده في مناطق أخرى ليس بها واحات . استكمل الدكتور منير تاريخ فرض الفحص قبل الزواج في المملكة كحاجة ضرورية في مقاومة المرض بسبب وجود نسبة تفوق 25% من حاملي المرض و المصابين به مما ينذر بتداعيات غاية في السلبية لسكان المنطقة اجتماعياً و اقتصادياً و استنزاف الموارد الصحية مع تزايد الحالات المصابة بين المواليد الجدد . إلا أنه و بعد تطبيق الفحص قبل الزواج أثبتت الإحصائيات أن 90% من الحالات الغير متطابقة يخالفون توصيات المشورة الطبية المسؤولة عن الفحص و 10% فقط في البداية لا يكملون الزواج مما يعكس ضعف وعي و عدم تجاوب من المجتمع تجاه قضية صحية بالغة الأهمية و لكن تطور الأمر مع الأيام . و أضاف الدكتور منير أن الكرة في ملعب المجتمع و أن الفحص الطبي حتى لو استطاع التقليل من الإصابات في جيل المواليد الجدد إلا أنه حل مؤقت لأنه سيتسبب في إنتاج جيل تزداد فيه نسب حاملي الصفة المنجلية فالدراسات قبل الفحص كانت تشير الى أن نسبة الحاملين 21% و بعد 6 سنوات ارتفعت إلى 24% فماذا سيحدث بعد ثلاثين سنة من الآن مثلا. هذه الرؤية خاصة بالأحساء بسبب الانغلاق في الزواجات ضمن القبائل و المناطق و النسبة المرتفعة من حاملين المرض, بالإضافة الى أن حاملي الصفة المنجلية كانت ذائبة في المجتمع و لكن الفحص قبل الزواج يفرزها إلى السطح ( لأن حامل المرض لا يفضل الزواج من حامل للمرض ) مما يؤدي وصم تلك الفئة في المجتمع و من الآثار الاجتماعية أيضا السلبية حاليا هو توقيت الفحص و عادة يجري بعد الخطوبة لا قبلها مما يؤدي الى وصمة اجتماعية للبنات و عائلاتهم في حال عدم اكمال الخطوبة للزواج. هناك خيارات أمام المجتمع للتقليل من نسبة الإصابة و حمل المرض و لكن تصطدم بالواقع الاجتماعي أو المحذورات الاسلامية كإسقاط الأجنة المصابة مثلا. لذا كانت لنا رؤية من السابق تتلخص في التالي: إجراء استكشاف المواليد و معرفة المصاب للعناية به مبكراً طبياً كما هو المعمول مع الأمراض النادرة في السعودية, و معرفة الحامل و السليم و تكون النتائج مدونة و يعطى الطفل بطاقة بها تحاليله, و بعد وقت يكون الفحص فيه أثناء الدراسة الثانوية أما بالنسبة لحاملي الصفة المنجلية في حال الرغبة في الزواج أو اذا كان أحد الطرفين مصاب والآخر حامل فعندها نحتاج الى إنشاء مراكز لأطفال الأنابيب مع تكنولوجيا انتخاب الأجنة و تكلفتها أقل من علاج مريض لمدة سنة و هذا من مشاريع الشؤون الصحية و إن كان المقترح قد قدم من جمعية أمراض الدم السعودية للوزارة منذ اكثر من 10 سنوات. الأمر الآخر هو انفتاح المجتمع و التزاوج من مناطق غير معروفة بالإصابة بالصفة المنجلية . في نهاية كلمة الدكتور فتح المجال لمداخلات الحضور التي كانت ثرية وتعكس أهمية الموضوع المطروح وانعكاسه على المجتمع . بعدها كانت الكلمة لمشرفي مجموعة المجالس الأحسائية حيث شكرا الحضور على تفاعلهم والحاج الوجية أبوعبدالمنعم الحبابي لإستضافته اللقاء السادس للمجموعة وكرم الضيافة وحفاوة الاستقبال . وبعدها تم تقديم نسخة من كتيب (عطش الماء) للأستاذ محمد السيافي المطبوع برعاية مشهد الفكر الأحسائي الذي يشرف عليه المهندس عبدالله الشايب . وفي الختام كانت الكلمة للأستاذ عبدالمنعم حسن الحبابي حيث قدم كلمة نيابة عن والده شكر فيها الحضور والمشرفين على مجموعة المجالس الأحسائية الأستاذ زكي البحراني أبوعبدالله والأستاذ علي البحراني أبوإسراء على جهودهما البارزة في إقامة مثل هذه الندوات واللقاءات التي تنشر المعرفة في المجتمع , كما شكر الأستاذ موسى النجيدي أبوسعدي وبقية المنظمين لمساهمتهم في إنجاح هذا اللقاء .