قال مستشار التحكيم الدولي والمستشار الاقتصادي في مكتب الشهيد صلاح الجيماز، إن الوعي المالي في الكويت ليس عميقاً ولا ينقذ الأسرة، مضيفاً أن الأدوات المالية غير معروفة لدى الفرد لحماية الأسرة حتى يقوم بواجباته اتجاهها مثل التعليم والطبابة والمعيشة. وأضاف الجيماز الذي كان يعرض بحثه بعنوان «الإدارة المالية للأفراد» في إحدى جلسات مؤتمر الكويت الأول للإدارة المالية الإستراتيجية إن الأفراد لديهم مشكلة عميقة تتمثل في سطحية الوعي المالي وعدم القدرة على إدارة المنظومة الاقتصادية القادرة على إنقاذ الأسرة وينأى بها عن المخاطر المالية والتقلبيات الاقتصادية الحاصلة والقائمة في بعض الأماكن، مشيراً إلى أن الأدوات المالية لدى الفرد مبهمة وفضفاضة وتحتاج إلى إعادة ترتيب في الوقت الراهن لاسيما وأنه يتعامل ويتفاعل وينمو ويحمي أسرته ويقوم بواجباته الأساسية مثل التعليم والصحة والمحافظة على حياة كريمة في الترفية. وبين الجيماز أن الوقت الراهن عصيب ويستند على الماديات ويواجة المصاعب والتقلبات السياسية التي تؤدى دائماً إلى ارتفاع وتيرة الإنفاق، وتدفع باتجاه رفع الدعوم والتقشف من قبل الدولة ما يؤثر على عدم استقرار الفرد مادياً، وذلك في مقابل دخل واحد ثابت بينما كل شيء حوله متغير في ظل متغيرات عديدة، وهذا ما يؤدي إلى نتيجة قد يخسر فيها الفرد ما يملكه من ثروة، وقد يؤدي أيضا إلى الانفصال أو حتى الإصابة ببعض الأمراض، بينما من المفترض أن كل الأعمال التي تقوم بها الأسرة أن تحافظ من خلالها على الوقود (المال) للاستمرار. وأفاد أن المشكلة الأخرى التي تواجه الفرد تتمثل في الراتب الثابت وقلة المعرفة، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى عدم النهوض بالأسرة والوقوع في مشاكل مالية نفسية واجتماعية مدمرة حيث تؤدي إلى بزوغ أسر ضعيفة ومهتزة مالياً ونفسياً، وبما أن كل الأعمال التي تقوم بها الدولة أساسها الأسرة فإن المحافظة على هذا الكيان واجب، ما يتطلب وضع السياسات والإستراتيجيات المالية التي تواكب هذا الوضع. وشرح الجيماز كيفية استغلال المهارات الموجودة لدى الأفراد، حيث يجب أن يكون لدى الفرد شيئاً يزيد دخله المادي من غير أن تكون لديه إضافات اجتماعية، ويجب أن يخلق أسواقا وحاجة، حيث المال يأتي من فكرة من أجل الحاجة، مؤكداً أنه يمكن التحكم في الأزمات المالية والوقوف على معرفة السبل التي تزيد دخل الفرد دون وجود أعباء اجتماعية لاسيما وأن المال ينبثق من الحاجة ولهذا يجب صنع فكرة لأفراد بعينهم، لافتاً «نحن نحتاج إلى مفكرين وليس لأثرياء»، ويجب وضع حلول لمتطلبات الآخرين لخلق أسواق تخدم مصالح الأفراد وترتقي بمستواهم المعيشي، ولهذا «أرى أن العملية التوعوية أمر بات ملحاً وضرورياً في الوقت الراهن». وأكد الجيماز أن المال هو المال أينما كان بمفهومه المجرد ولهذا يمكن تطبيق تلك النظريات سالفة الذكر في أي مكان و زمان، لافتاً إلى أن المال يقاس بالقيمة وليس بالأرقام. وكان رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر مبارك عبدالهادي ألقى كلمة في افتتاح المؤتمر أمس بتنظيم من مركز إنفينيتي إنترناشيونال لتنظيم المعارض والمؤتمرات والذي يستمر يومين، رأى فيها أن للإدارة المالية دورا مهما ورئيسيا في النجاح الإداري العام للوزارات والمؤسسات والشركات، وعليها تبني الإدارة العامة نجاحها، وبها تحقق أهدافها التنموية والاقتصادية.، ومن أجل ذلك أصبح من الضروري أن تتم إدارة الشؤون المالية بطريقة استراتيجية مبتكرة معاصرة، وغير تقليدية، وذلك لتعزيز النجاح الإداري والمالي والاقتصادي والاستثماري في القطاعين العام والخاص.