بيروت – الوكالات: نفذت مروحيات تابعة للتحالف الدولي بقيادة أمريكية في عملية نادرة إنزالا بريا الأحد في ريف دير الزور في شرق سوريا، وتمكنت من قتل عدد من الإرهابيين. وأكد التحالف أن «عملية نفّذت في المنطقة»، من دون إعطاء أي تفاصيل إضافية. من جانبه أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية أن التحالف ضد «داعش» شن عملية برية «ناجحة» ضد قياديين في التنظيم الإرهابي. وقال الكابتن جيف ديفيس إن العملية نفذتها قوة أمريكية خاصة مكلفة بملاحقة قادة الجهاديين. لكنه أوضح أن حصيلة الـ25 قتيلا من الجهاديين التي أعلنتها منظمة غير حكومية سورية «مبالغ فيها كثيرا». وكان مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن قد قال في وقت سابق إن «أربع طائرات مروحية تابعة للتحالف الدولي، نفذت ظهر الأحد إنزالا في قرية الكبر في ريف دير الزور الغربي استمر ساعتين». وقال إن «القوات التي كانت على متن المروحيات استهدفت بعد نزولها على الأرض، حافلة تقل 14 عنصرا من التنظيم، ما أدى إلى مقتلهم جميعا. كما هاجمت محطة للمياه يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في القرية وخاضت معه اشتباكات عنيفة، تسببت بمقتل 11 جهاديا على الأقل». وأكد مصدر قيادي من قوات سوريا الديمقراطية أن «أربع مروحيات أمريكية من طراز أباتشي إضافة إلى مروحيتي حماية» نفذت الإنزال في القرية التي يسيطر عليها تنظيم داعش والواقعة على بعد أربعين كيلومترا غرب مدينة دير الزور النفطية والحدودية مع العراق. وبحسب المصدر في قوات سوريا الديمقراطية، استهدف الإنزال «آليات عدة تابعة لمسلحين من داعش كانوا قادمين من مدينة الرقة وتم الاشتباك معهم وقتل عدد منهم وأسر آخرون»، مؤكدا أن الهجوم «كان يستهدف قياديين مهمين من التنظيم». وأوضح مصدر عسكري سوري أن «رادارات الجيش رصدت عملية الإنزال» أثناء حدوثها، من دون أن تحدد هوية المروحيات التي نفذتها. في تطور آخر أكدت مصادر في وزارة النفط السورية أن صور تفخيخ معمل غاز حيان في ريف حمص الشرقي التي بثها تنظيم داعش يوم الأحد هي صور من داخل المعمل. وقال المصدران الصور الأولى لتفخيخ المعمل هي فعلا من داخل المعمل أما صور الانفجار البعيدة فلم يتم التأكد منها. وقالت المصادر إنه في حال «ثبت فعلاً أن معمل غاز حيان تعرض للتفجير وفق الصور التي بثها تنظيم داعش فهذه أكبر منشأة اقتصادية في سورية تتعرض للتدمير في عمل تخريبي منذ اندلاع الأزمة السورية منتصف شهر مارس 2011». وقالت مصادر ميدانية في القوات الحكومية السورية إن «أقرب نقطة للقوات الحكومية السورية عن معمل غاز حيان تبعد حوالي 30 كيلومترا وإنهم لم يسمعوا صوت انفجار كبير في منطقة حيان». وكانت وكالة أعماق التابعة لتنظيم داعش أعلنت يوم الأحد أن التنظيم دمّر شركة حيان للغاز شرق حمص بشكل كامل بتفجير عدد كبير من العبوات الناسفة داخلها. إلى ذلك أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن منطقة وادي بردى، خزان مياه دمشق، والتي شهدت الإثنين تجددا للمعارك، غير مشمولة باتفاق وقف إطلاق النار، مبديا استعداده للتفاوض حول كل الملفات في محادثات آستانا، باستثناء مسألة بقائه في السلطة. ورغم دخول وقف شامل لإطلاق النار حيز التنفيذ نهاية الشهر الماضي بموجب اتفاق روسي تركي، تتواصل الاشتباكات بين الجيش وحلفائه من جهة والفصائل المقاتلة من جهة أخرى في منطقة وادي بردى منذ ثلاثة أسابيع، مع استمرار انقطاع خدمة المياه عن معظم العاصمة. وقال الأسد في مقابلة مع وسائل إعلام فرنسية، بحسب ترجمة عربية نشرتها وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) الإثنين، إن «وقف إطلاق النار لا يشمل النصرة وداعش»، لافتا إلى أن منطقة وادي بردى «التي تشمل الموارد المائية للعاصمة دمشق تحتلها النصرة.. وبالتالي فهي ليست جزءا من وقف إطلاق النار». وأضاف الرئيس السوري أن «دور الجيش السوري هو تحرير تلك المنطقة لمنع أولئك الإرهابيين من استخدام المياه لخنق العاصمة». وتعد منطقة وادي بردى الواقعة على بعد 15 كيلومترا عن دمشق مصدر المياه الرئيسي إلى العاصمة.