انتقد مواطنون عدم وجود فرص عمل حقيقية بمعارض التوجيه والتوظيف المهني التي تنفذها الجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص على حد سواء.. وأكدوا في حديثهم مع «العرب» أنه يفترض أن تكون هذه المعارض سواء المهنية الموجهة للطلبة في المرحلتين الثانوية والجامعية أو معارض التوظيف للخريجين والباحثين عن العمل أبرز محددات الاتجاهات وخارطة الطريق لسوق العمل القطرية، وأن تشكل فرصة حيوية للقطاع العام والخاص لعرض ما هو متوفر من وظائف أمام الراغبين بالعمل، وأوضحوا أن الواقع مختلف وأن الفرص المتاحة غير واضحة ولا يمكن الحصول عليها بسهولة، وأننل حاجة إلى خارطة طريق توضح كيفية وقواعد الحصول علي الوظائف من خلال هذه المعارض، لافتين إلى أن هناك قصورا يتعلق بغياب التوعية بأهمية هذه المعارض وما تقدمه من خدمات وأن الفرص المتاحة غير حقيقية ولا تتسم بالجدية المطلوبة، بالمقابل أكد أحد مسؤولي الشركات المشاركة بمعارض التوجيه والتوظيف المهني أن الهدف الرئيسي من هذه المعارض يتمثل في التعريف بالفرص المتاحة في سوق العمل، وأن الشركات المشاركة ليست ملزمة بتعيين أي من المشاركين في المعارض سوى من كانت في حاجة فعلية إليه. المفتاح: %20 من المشاركين حصلوا على وظائف قال المواطن سلطان المفتاح «إن المعارض المهنية التي تقوم بها شركات القطاع الخاص والقطاع العام سواءً في «وجهني» للطلبة في المرحلة الثانوية أو «وظفني» للباحثين عن عمل ما بعد التخرج لا تحاكي واقع سوق العمل، وتابع: إنه لم يحقق من المشاركة في المعارض المهنية المختلفة فائدة ملموسة وإن المعارض المهنية ورغم وجود ممثلي الشركات من قسم الموارد البشرية فإن المقابلات للتعيين لا تجري في موقع المعرض، ولا يتم الاتصال مع الشخص المتقدم للوظيفية إلا فيما ندر، وقال «إن معارض الوظائف بعد التخرج لا فائدة مرجوة منها، وإن من الأفضل التركيز على معارض التوجيه المهني للطلبة بالمرحلة الثانوية، وإن أقل من %20 فقط من المشاركين حققوا فائدة واقعية من معارض الوظائف». العبيدلي: الخريجون يعملون خارج التخصصات اعتبر المواطن سعود خالد العبيدلي أن المعارض المهنية تنظم سنوياً وتشهد إقبال الآلاف من الباحثين عن فرص العمل براتب جيد ومكان مناسب ولكنها لا تقدم بالفعل فرص حقيقية، وإنما فرص معلقة -على حد وصفه-، وتابع العبيدلي أن معرض التوجيه المهني للطلبة في المرحلة الثانوية تستطيع إعطاء الطلبة المشاركين فكرة أولية عن التخصص ولكن في مرحلة ما بعد التخرج هناك عقبات أمام الطامح في التعيين والوظيفة ولا يستطيع تجاوزها عن طريق المعرض المهني. وقال «إن معارض الجامعات المهنية ورغم إتاحتها الفرصة أمام الشباب للتعرف على العروض الأكاديمية للجامعات وسعيها عبر مركز معرض قطر المهني للالتقاء بطلبة المرحلة الثانوية من أجل إرشادهم مهنياً فإنها لا تقدم تصوراً وافياً حول سوق العمل، لأن الكثير من الطلبة بعد دراستهم الجامعية يضطرون للعمل خارج اختصاصهم المهني». بدر الدين: تجارب مخيبة للآمال اعتبر المقيم سليمان بدر الدين المشارك السابق في معارض التوجيه المهني للطلبة أن معارض التوجيه المهني ومعارض التوظيف تسهل عملية البحث عن وظيفة بدلاً من البحث في كومة قش كبيرة عن فرصة عمل، وأضاف: أنه كان أحد المتحمسين لفكرة المعارض المهنية إلا أن تعامل بعض ممثلي الشركات في المعارض خيب آماله، لأن بعضها يستقبل الطلبات عبر حارس أمن الجناح في المعرض وليس عبر موظف الموارد البشرية ما هو مفترض. من ناحيته اعتبر المقيم خالد مبارك أن وجود ممثل عن الشركة المنضمة للمعرض المهني يعرف بالتحديد المؤهلات المناسبة للوظيفية الشاغر، سوف يتيح الفرصة أمام المتقدم المتمكن من اختصاصه، خاصة أن بإمكانه إجراء مقابلة في جناح الشركة بالمعرض. معرض قريب أعلنت وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية في وقت سابق عن أن معرضاً قريباً للتوجيه والإرشاد المهني سوف يقام قريباً، ويستهدف فئة طلاب الثانوية العامة، وتشارك فيه جميع الجهات الحكومية وبعض جهات من القطاع الخاص، بهدف حصر احتياجات الدولة من الوظائف للسنوات القادمة ليعرف الطالب الوظائف التي تحتاجها الدولة في الوقت الذي ينهي دراسته والتخصصات الدراسية المناسبة لهذه الوظائف. مسؤول تنظيم: تسهل الفرص.. لكن الشركات غير ملزمة بالتعيين اعتبر أحد منظمي معارض التوظيف -فضل عدم ذكر اسمه- في حديثه لـ«العرب» أن المعارض المهنية تلعب دوراً مسانداً في البحث عن الوظيفة المناسبة للمتقدم وفق اختصاصه وشهادات الخبرة التي يمتلكها، موضحاً أن المعارض المهنية في الدوحة لا تختلف عن تلك الموجودة على مستوى دولي أو على مستوى منطقة الخليج، وأن العروض المتاحة ليست وفق عدد الشهادات الجامعية أو تخصصاتها للمتقدمين للمعرض بل وفق حاجة سوق العمل. وقال «إن على المتقدم البحث في المعرض عن التخصص الذي يجده قريباً من توجهه وميوله المهنية، وأن المعرض المهني يمثل الشركات فيه موظفو موارد بشرية من نفس الشركة، وأنهم يستقبلون طلبات التوظيف ويحددون مواعيد مقابلات مهنية، تماماً كما يفعلون عند استقبال طلب التوظيف في مقر الشركة ذاته. وتابع: إن مهمة المعرض تسهيل المهمة على الباحث عن عمل بجمع أصحاب فرص العمل في موقع واحد، وإن الجهات المشاركة في المعرض ليست ملزمة بتعيين أعداد من المشاركين بالمعرض بل بإمكانها دراسة الطلبات والسير الذاتية لديها، كما بقية الطلبات التي تصلها خارج المعرض. وتابع منظم المعارض السابق أن المطلوب من المشاركين أن يتفاعلوا مع معارض الوظائف بما يوحي بالجدية، وأن يقوموا بتقديم خبراتهم العملية والتطوعية في المجال، وأن يقوموا بارتداء ما يناسب مقابلات العمل أثناء لقاء ممثلي الشركات في المعارض المهنية. وتابع: هناك معايير كثيرة يجب توافرها في اختيار المرشح للوظيفة، ومنها مؤهلاته الشخصية والمهنية والثقافية وأسلوبه أثناء إجراء المقابلة.. وأكد أن المعارض المهنية أو الأخرى المعنية بتوجيه الطلبة من على مقاعد الدراسة تحوي أجنحة متنوعة لمحاكاة بيئة العمل الواقعية لكن أعداد المراجعين وطبيعة المعاملات في العمل الحقيقي تختلف من حيث ضغط العمل عن تلك الموجودة بيئات محاكاة العمل في معارض التوظيف.;