×
محافظة المنطقة الشرقية

«المعلومات المدنية» تطلق خاصية المرور في «كويت فايندر»

صورة الخبر

استمع خيري منصور إن أقسى وأفظع ما يمكن للإنسان أن يخسره ليس معركة أو حتى حرباً أو قضية عادلة، بل هو الحلم، لأنه إن ضاع يتحول الأمر الواقع إلى قضاء وقدر، وعلى الإنسان عندئذٍ أن يتأقلم معه. وطيلة العقود الماضية، رغم أن معظم سنواتها كانت عجافاً، غنى العرب لأحلامهم، وثمة أناشيد قومية شارك فيها مطربون من كل الأقطار العربية تعبيراً عن أوركسترا قومية، فهل انتهى الحلم إلى كابوس، وأصبح البديل لأناشيد الرجاء هو هذه المراثي للعربي، رغم أنه على قيد الحياة والتاريخ والعروبة أيضاً؟ وهل من واجب النخب أن تتحول إلى ندّابات محترفات يذرفن الدموع في المآتم الوطنية بعد كل مصيبة؟ إن خسارة الحلم لا يعوضها شيء، لأنها تعني خسارة الإرادة وكل ما هو احتياطي استراتيجي على صعيد الذاكرة والوجدان، وحبذا لو يصمت من ليس لديهم خيل يهدونها ولا مال لأمة جريحة تنزف من الخاصرتين، وسيكون من المضحك المبكي أن نتسابق بكل ما لدينا من بلاغة في إبلاغ أمنا، بأن أبانا قد مات! والعربي، رغم كل ما مني به في هذا الزمن ليس يتيماً على مآدب الهويات والأمم، وما قاله شكسبير يصدق علينا أيضاً وهو سيظل هناك بقية من الرحيق، لكن أين هو النحل الدؤوب والمغامر الذي يحلق بعيداً بحثاً عن هذا الرحيق؟ إنها أسئلة تفرض نفسها، ونحن نرى الضحية تجهز على ما تبقى من عافيتها لتنوب عن قاتلها في إكمال المهمة. وقد سبق لمن زعموا أن التاريخ انتهى ونعوه أن أصبحوا من ضحايا الوهم الذي خلقوه. وقد يتماوت العربي حين تقترب السكاكين المشحوذة من عنقه كما يفعل البعير، لكنه حي يرزق ومن حقه أن يحلم كسائر البشر، وأن يحاول تدارك ما تبقى، كي لا يتحول الحلم إلى كابوس!