تطورت التجارة المنزلية بقطر بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة إلى أن أصبحت الأكثر نجاحاً وشهرة على مستوى المجتمع القطري، ومن هذا المنطلق كانت البداية لمقهى ومطعم «نَحْــنُ»، والذي افتتح منذ ما يقارب عامين، حيث جمعت صفحات التواصل الاجتماعي بين مؤسسيه لحبهم في الطبخ وممارستهم له من خلال التجارة المنزلية، ويعتبر أول مقهى قطري يعرض جميع المأكولات القطرية بطريقة عصرية. حسن الإبراهيم، وجاسم الخراز، وأمينة راشد، ودنيا عابد جمع بينهم حبهم للطبخ ورغبتهم في النجاح وتحقيق أحلامهم، وبفضل الله تم الاتفاق فيما بينهم لتجميع خبراتهم ومهاراتهم وتجاربهم الخاصة بالطبخ وإدارة الأعمال لتنفيذ مشروع مهم كمقهى “نَحْــنُ”، المقهى الذي يقدم التراث القطري بشكل حديث وعصري، وفي هذا الإطار سنحت الفرصة لجريدة العرب للقاء اثنين منهم، الكابتن الطيار حسن الإبراهيم، والمهندسة أمينة راشد حتى يحدثونا عن رحلتهم نحو النجاح بدايةً من الخطوة الأولى وليشاركونا العقبات التي واجهتهم حين ذاك. وفي حديثنا مع الكابتن حسن الإبراهيم صرح بأن فكرة مقهى “نَحْــنُ” جاءت من مشروع تخرجه في رسالة الماجستير والذي كان هدفه الأساسي هو تطوير استخدامنا لوسائل التواصل الاجتماعي وتسخيرها لتنفيذ مشروع ناجح وله صدى كبير بأقل الموارد البشرية والمادية الممكنة، وتابع بأنه بدأ بتنفيذها منذ عامين حيث قام بإرسال رسالة عبر تطبيق الإنستجرام لمجموعة من القائمين على مشاريعهم الخاصة في الطبخ سواء في المأكولات الشعبية أو الحلويات أو مأكولات من ثقافات أخرى، وأضاف أنه وجَّه الرسالة لما يقارب مائة وخمسين شخصاً ولكن وصله الرد من مجموعة أقل من العدد. وقال: « عقدنا العديد من الاجتماعات لترتيب خططنا وأفكارنا للبدء بالعمل ووضع حجر الأساس للمشروع، إلى أن صفّى عددنا على 4 فقط ممن يحبون عملهم ولديهم قدرة على الإبداع، واضاف: «صفينا على نخبة النخبة». وأكد أن بدايتهم كانت من تمويلهم الشخصي حيث كانوا يقومون بعمل «بوفيهات» من منازلهم دون الاعتماد على أي جهة لمساعدتهم، وتابع أنه فيما بعد ذلك عرضت عليهم هيئة السياحة المشاركة في مهرجان السياحة الذي أقيم في الصيف منذ عامين. وأشار إلى أن مشاركتهم كانت في إطار أن يكون لهم ركن خاص ومجهز بشكل كامل بفريق عمل وشعار وفكرة لمدة أسبوعين بقاعة أرض المعارض بالدفنة. وأكد على أنهم وجدوا صدى وإقبالاً كبيراً من الجمهور الذي كان يزور المهرجان إلى أن اكتسبوا ثقة المنظمين والعاملين على المهرجان حتى امتدت فترة مشاركتهم من أسبوعين فقط إلى ستة أشهر، مشيراً إلى أن البداية الحقيقية جاءت بعد انتهاء المهرجان حيث زاد لديهم الحماس والرغبة لافتتاح مقرهم الخاص الذي افتتح منذ عام تقريباً بفندق «الأفينيو بالسد»، أما عن عمله في المقهى فهو يتواجد حسب ظروف عمله ومواعيده كطيار، وهو يعمل بالمطبخ ويتواجد مع الجميع ويتعاون معهم، كما ذكر أنه مسؤول عن الأمور الإدارية والحسابات. دعم التجارة المنزلية على هامش اللقاء ذكر الكابتن حسن أنهم من جانبهم يسعون لدعم التجارة المنزلية وتشجيع كل من لديه مشروعه الخاص لعرض منتجاتهم في المعرض الخاص بالمقهى الموجود بفرع فندق «الأفنيو» (جاليري “نَحْــنُ”)، واقترح بدوره أن يكون هناك تسهيلات أكثر من الجهات المسؤولة عن إنشاء المشاريع لإتاحة الفرصة لكل من لديه فكرة أن يبدع في إنشاء مشروعه وعمله الخاص. المهندسة أمينة: نعمل وكأننا في بيت واحد أوضحت المهندسة أمينة راشد خلال لقائنا معها، إن بدايتها كانت تقوم بصنع الحلويات منذ عام 2009 إلى أن تواصل معهم الكابتن حسن، واقتنعوا بالفكرة، والتزموا بالعمل بطريقة محترفة وبتعاون كبير، وذكرت أنهم يقومون بالعمل جميعاً، ويتواجدون بشكل يومي في المقهى. ولفتت إلى إنها هي المسؤولة عن صنع الحلويات وتقوم بذلك بنفسها بالإضافة إلى أنها مسؤولة عن التسويق والعلاقات العامة وتتابع وسائل التواصل الاجتماعي، وتابعت أنهم يتعاونون فيما بينهم في الأشغال والطبخ حتى أنها تقوم بغسل الأواني في بعض الأوقات دون حرج أو تمَنُّعٍ، مؤكدةً أنها تحب وجودها ضمن فريق «نحن» وتشعر وكأنها في بيتها. وأضافت أن السيدة «دنيا عابد: أم تميم» هي المسؤولة عن المطبخ الحجازي والمأكولات الشعبية القطرية حيث هي تحب التفاصيل ولا يوجد لديها مستحيل بالمطبخ. وقالت أمينة راشد :»لا نستطيع أن نغفل أيضاً عن خبرة الأستاذ جاسم الخراز وهو الفنان والأستاذ المتخصص في صناعة الخزف والرسم فضلاً عن موهبته الفذة في الطبخ والذي اعتبر مطبخ «نَحْــنُ» هو مرسم له يبدع فيه بعمل العديد من الأصناف والمأكولات». وعن الصعوبات أشارت «أمينة» إلى أن العادات والتقاليد في المجتمع كانت تزيد من صعوبة التواصل فيما بينهم خاصةً وأنه لم يكن لهم معرفة مسبقة ببعضهم البعض، ولكنهم لم يتوقفوا وتحدوا العادات والتقاليد. وذكرت إن قائمة الطعام لديهم متغيرة يومياً مما كان يشكل لهم بعض الصعوبات في بداية الأمر ولكنهم وجدوا حلولاً لذلك، حيث أفادت أنهم يعلنون عن القائمة يومياً وفي حالة جاء أحد الزبائن لم يعجبه الأطباق المصنفة لهذا اليوم يقوم فريق المطبخ بتحضير طبق خاص له من اختياره، كما كأنه في بيته تماماً قائلة: وهذا ما نحرص عليها دائماً». وأوضحت «أمينة» أنه تم افتتاح فرعهم الجديد بفندق سرايا كورنيش بمنطقة الدوحة الجديدة، حيث سيكون هناك مفاجأة من فريق «نَحْــنُ» للجمهور، وتابعت أنهم سيفتحون باب المشاركة لمن لديهم مهارات خاصة في الطبخ بعرض مواهبهم في معرض الطبخ المصاحب للمقهى في فرع سرايا كورنيش، مشيرةً إلى أن تصميم المقهى في الفرعين يعتمد على الجمع بين التراث القطري الأصيل وبين العصري الحديث خاصة في اختيار الألوان، وقالت: إنهم قاموا بعمل رسومات كاريكاتيرية بأشكال وجوههم على الحائط كنوع من الابتكار في التصميم. ;