تعتبر مكتبة الحرم المكي الشريف من أهم المكتبات في العالم الإسلامي وطبقا لمدير مكتبة الحرم المكي الشريف وأمين مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي، الدكتور فهد بن جبير السفياني، فإن تاريخ إنشائها يعود إلى عصر الخليفة المهدي العباسي عام (160)هـ. وأشار إلى أن المكتبة ارتبطت بوجود المصاحف والكتب الشرعية وإن لم يكن وجود المصاحف والكتب يعني بالضرورة وجود مكتبة بالمعنى المتعارف عليه اليوم، ويمكن القول إن تأسيس المكتبة ارتبط بصفة عامة بمجالس الفتيا والذكر، التي كان الصحابة والتابعون يعقدونها بالمسجد الحرام ومع أن كتب التاريخ لم تذكر بالنص وجود مكتبة داخل الحرم إلا أنه يستنتج وجودها فقدسية المكان كان حافزًا للخلفاء المسلمين وحكمائهم وموسريهم ومؤلفيهم وقف مصاحف وكتب تحفظ في دواليب داخل الحرم, حيث إنه كانت توجد قبتان إحداهما للسقاية والأخرى للمحفوظات سميت قبة بيت المحفوظات كانت تحفظ بها المصاحف وبعض الكتب الدينية. وبين فضيلة مدير المكتبة، أنه منذ بداية العهد السعودي الزاهر اهتم الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ بهذه المكتبة وكوَّن لجنة من العلماء لدراسة أحوالها وأطلق عليها عام 1357هـ (مكتبة الحرم المكي الشريف) وأهدى إليها ـ يرحمه الله ـ مجموعة من الكتب.. وقد حظيت برعاية وعناية الدولة منذ ذلك الوقت واستمر تزويدها بالمخطوطات وما يستجد من الكتب والمراجع والأجهزة الحديثة، التي تيسر على روادها استخدام أوعيتها المتنوعة. وأوضح مدير المكتبة أن المكتبة تتكون من خمسة عشر قسمًا وهي قسم الخدمة المكتبية يستقبل المطالعين على اختلاف مستوياتهم وجنسياتهم وأعمارهم ويقوم بخدمتهم في سرعة استخراج المصادر والمراجع التي يحتاجونها ومساعدتهم في الوصول إلى المعلومات بتلك المصادر ويصل عدد عناوين الكتب بالمكتبة إلى أكثر من مائة وخمسين ألف عنوان. ويقوم قسم المخطوطات بخدمة الباحثين والمحققين بالداخل والخارج ومساعدتهم في الوصول إلى المخطوطة، التي يريدونها وتخدم مجالهم ويبلغ عدد المخطوطات النادرة في مكتبة الحرم المكي الشريف (ستة آلاف وخمسمئة مخطوطة أصلية) وأكثر من سبعين ألف مخطوطة رقمية عن طريق التبادل وألفين وأربعمائة مخطوطة مصورة على الميكروفيلم. المزيد من الصور :