القبض على موظف هيئة أمر بالمعروف ونهي عن المنكر في سهرة فرفشة هو مثل القبض على موظف مرور يقطع الإشارة، أو موظف أمن يسطو، أو موظف جمارك يهرب، أو محاسب يختلس، أو حتى مواطن يخون، هو فعل يخص صاحبه ولا يتعداه للجهة التي ينتمي إليها، إذن نحن هنا أمام موظف لا إدارة، والخطأ يخص ولا يعم! أما جهاز الهيئة عندما يتبرأ من فعل هذا الموظف، ويقول بأنه موظف إداري لا يمثل رجال الهيئة الذين يحرصون على أن يكونوا قدوة لمجتمعهم ــ كما نشرته عكاظ أمس، فإنه يمارس نرجسية زائفة ليس بحاجة لممارستها، فلا أحد يؤمن حقا بأن جهاز الهيئة منزه عن الأخطاء، أو أن رجاله من طينة المعصومين من الزلل، فهو جهاز حكومي شأنه شأن كل جهاز يضم كوادر بشرية ومعاملات إدارية ووجود المقصرين ووقوع الأخطاء وارد، بل هو الطبيعي في عالم البشر! اللافت في الخبر ليس وجود موظف ينتمي للهيئة، بل وجود أم مع بناتها ضمن السهرة الصاخبة، فما الذي يدفع أما لتقديم بناتها لقطيع الذئاب بدلا من أن تحيطهن بروحها وجسدها لتحميهن من الأنياب الحادة التي تريد نهشهن؟! إذا استطعتم تفسير تصرف الأم، ستجدون أن تفسير تصرف موظف الهيئة أسهل!.