فيما اعتبر تأكيدا لمواصلة جنوب أفريقيا عداءها لوحدة تراب المغرب، حصل الأمين العام الجديد لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، أول من أمس، على دعم قوي من رئيسها جاكوب زوما، الذي زعم أنه «من غير المعقول أن تكون الصحراء الغربية لا تزال مستعمرة» من المغرب. وتطالب جبهة البوليساريو، بدعم من الجزائر، بتنظيم استفتاء لتقرير المصير في الصحراء، في حين تعتبر الرباط الصحراء «قضية وطنية»، استرجعتها من الاستعمار الإسباني عام 1976، بواسطة المسيرة الخضراء السلمية، التي دعا إليها الملك الراحل الحسن الثاني. وتقترح حكما ذاتيا تحت سيادتها. وأضاف زوما، بعد محادثات مع غالي في بريتوريا، حسب ما أوردت رئاسة جنوب أفريقيا: «نتعهد بمواصلة الحوار مع (شعب الصحراء الغربية) حتى تنالوا عيشا حرا على أراضيكم وأن تتمكنوا من تقرير مستقبلكم». وهذه هي الزيارة الأولى لغالي منذ انتخابه أمينا عاما، إلى جنوب أفريقيا، الحليف منذ زمن لجبهة البوليساريو الانفصالية، التي تدعمها وتحتضنها الجزائر فوق أراضيها. وقالت الرئاسة: «إن جنوب أفريقيا والصحراء الغربية تقيمان علاقات تاريخية وثيقة تعود إلى سنوات الكفاح ضد الاستعمار والتمييز العنصري». ويأتي لقاء زوما وغالي في بريتوريا، في وقت تقوم فيه الرباط بحملة دبلوماسية للعودة إلى الاتحاد الأفريقي، الذي كانت قد انسحبت منه احتجاجا على الاعتراف بـ«الجمهورية الصحراوية»، التي أعلنتها جبهة البوليساريو من جانب واحد عام 1976 بدعم من الجزائر وليبيا.