أبوظبي:إيمان سرور يدشن مجلس أبوظبي للتعليم اعتباراً من الفصل الدراسي الثاني الذي ينطلق اليوم، تدريس مادة التربية الأخلاقية كمرحلة تجريبية، بمعدل حصة واحدة أسبوعياً في 9 مدارس حكومية وخاصة على مستوى الإمارة، تشمل طلبة الصفوف(1-12) ومرحلة رياض الأطفال. كما سمح المجلس للمدارس الخاصة بتدريس المادة باللغتين العربية والإنجليزية، فيما يبدأ تطبيق المادة على كافة مدارس الدولة مع انطلاق العام الدراسي المقبل 2017 - 2018. قالت الدكتورة كريمة مطر المزروعي المدير التنفيذي لقطاع التعليم المدرسي بالإنابة، إن مبادرة التربية الأخلاقية التي أطلقها ديوان ولي عهد أبوظبي وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مبادرة رائدة جاءت في وقتها، ما يؤكد مدى اهتمام القيادة الرشيدة برأس المال البشري والاستثمار فيه، وتركيزها على بناء شخصية الطالب علمياً وأخلاقياً، مشيرة إلى أن نظام التعليم ينبغي أن يعد العنصر البشري لقيادة المستقبل، وتعزيز بناء اقتصاد المعرفة، لافتة إلى أننا اليوم بحاجة لعناصر بشرية تمتلك الضوابط الأخلاقية، وقيم التسامح واحترام الاختلاف وغيرها من القيم. وقالت إن التربية الأخلاقية، مادة داعمة لسلسلة المواد التعليمية وقد جاءت لتعزز مجموعة من القيم والسلوكيات الإيجابية لدى الطلبة والمجتمع، كالتسامح واحترام الاختلاف، والتلاحم المجتمعي، ومن المتوقع بعد إقرار تدريس المادة أن ينعكس ذلك إيجاباً على الطلبة في تنمية قيم الولاء والانتماء والتعاون والتضامن ومواجهة التحديات التي تحدق بمجتمعاتنا العربية والعالم، وإن المعلمين والمعلمات في مدارس أبوظبي والدولة على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم في تنمية الوعي الأخلاقي الذي هو جزء أصيل من طبيعة المجتمع الإماراتي. وأشارت إلى أن المادة تقوم على خمسة محاور رئيسية تتمثل في الأخلاقيات، التطوير الذاتي والمجتمعي، الثقافة والتراث، التربية المدنية والحقوق والمسؤوليات، وإن الهدف من تدريسها هو ترسيخ الخصائص الأخلاقية والقيم بين طلبة المدارس وتنمية روح المبادرة والتفاعل الإيجابي وتحمل المسؤولية، تشجيع الابتكار والإبداع وتنمية الطموح لدى الطلبة وحب القيم وإتقان العمل. حصة في الأسبوع من جانبه قال محمد الملا اختصاصي أول المناهج مدير مشروع التربية الأخلاقية في مجلس أبوظبي للتعليم إن الجدول المدرسي اليومي لمادة التربية الأخلاقية سيتم طرحه لجميع المدارس في الدولة على مستوى التعليم الحكومي والخاص، بواقع حصة في الأسبوع، على أن تأخذ تلك الحصة من مادة الدراسات الاجتماعية وذلك لتقارب الأهداف والمحاور بين المادتين، فيما سيتم دمج المادة ضمن مناهج مرحلة رياض الأطفال إلى الصف الثاني عشر في مدارس مجلس أبوظبي للتعليم، لافتاً إلى أن منهاج المادة سيكون مكتملاً قبل بداية العام الدراسي المقبل 2017-2018، وهناك تركيز على بناء الشخصية المتكاملة والتربية المدنية والانتماء وتعزيز ثقافة الاختلاف. وذكر أن للمادة كتاباً خاصاً ومصادر إلكترونية، كما أن المجلس يعكف حالياً على إعداد خطط التدريب لمعلمي مادة الاجتماعيات المواطنين والوافدين باعتبارهم الأنسب في تدريس هذه المادة حتى تأخذ منحنى مختلفاً في التقييم والتطبيق، كما سيكون لأولياء الأمور والاختصاصيين الاجتماعيين جانب مهم للمشاركة في تطبيق هذه المادة. أربع ركائز ووحدات وقالت سارة السويدي مديرة إدارة المناهج بالإنابة في مجلس أبوظبي للتعليم إنه خلال مرحلة التطبيق التجريبي لمادة التربية الأخلاقية مع بداية الفصل الدراسي الحالي ستشارك فيه نحو 9 مدارس حكومية وخاصة من مجلس أبوظبي للتعليم تشمل أكثر من 2000 طالب وطالبة من مدارس الحلقتين الأولى والثانية، موضحة أن المادة تتكون من أربع ركائز ووحدات وهي الشخصية والأخلاق، الفرد والمجتمع، الدراسات المدنية، والدراسات الثقافية، مشيرة إلى أن هذه الركائز تدرس ضمن سلسلة من الوحدات الدراسية، والتي تتضمن مفاهيم الإنصاف والمودة والتعاطف المعرفي والوجداني والتأمل، وكذلك التجارة والسفر والاتصالات والعلاقات القائمة بين الثقافات المختلفة، كما تسعى المادة بمجملها إلى مساعدة الطلبة على تطوير صفاتهم الشخصية. وأكدت أن مجلس أبوظبي للتعليم انتهى من التحضير للتطبيق التجريبي لمادة التربية الأخلاقية في مدارس المجلس الحكومية والخاصة، والذي سينطلق مع بداية الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي الحالي وعقد المجلس لقاء تعريفياً عن برنامج التربية الأخلاقية لمديري مدارس النطاق التجريبي لتعريفهم بمحاور مادة التربية الأخلاقية، كما تم تدريب المعلمين على مفردات المادة خلال أسبوع التنمية المهنية الذي اختتم مؤخراً. بناء الإنسان الإماراتي وقالت أمينة الماجد، مديرة مدرسة القادسية إن مبادرة التربية الأخلاقية تمثل ركيزة أساسية في بناء الإنسان الإماراتي منذ نشأته وخلال مسيرته العلمية والعملية وترسيخ ولائه وانتمائه للوطن وقيادته الرشيدة، حيث تعتبر نقطة تحول في منظومة التعليم من خلال الربط بين عنصري التعليم والتربية وما تحمله من قيم أخلاقية تتوافق مع الهوية الثقافية والعادات والتقاليد الإماراتية الراسخة والعريقة التي تجعل من التعليم منظومة متكاملة لبناء الإنسان المعتز بهويته وتقاليده وإرثه الحضاري. قدوة ومنظومة أخلاقية وقال خالد السلامي - ولي أمر إن المبادرة جاءت في وقتها لأننا في أمس الحاجة لها، فنحن نعيش في مجتمع السعادة والانسجام والسلام وفعل الخير، ولدينا قدوة في المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ،طيَّب الله ثراه، والحكام وأولياء العهود الذين يظهرون أخلاقيات عالية في التعامل اليومي مع الصغار والكبار، وهذه أمور تُتعلم بالملاحظة، بينما هناك منظومة أخلاقية متكاملة ومترسخة في الدين والقيم المجتمعية، وجاءت المبادرة لتعززها. وأكد محمد المنهالي - ولي أمر أن لمبادرة التربية الأخلاقية مزايا وفوائد، أبرزها مشاركة أولياء الأمور في تعزيز المهارات المعرفية وغير المعرفية لدى أبنائهم، حيث يجب عليهم الالتزام الفاعل في تخصيص الوقت لمساعدتهم على التطور الأكاديمي والنمو العام من حيث تحسين الاستعداد للالتحاق بالمدرسة وارتفاع معدل بقاء الطلبة في المدرسة. زيادة معدلات التنمر وأشارت مها الميسري اختصاصية اجتماعية في إحدى مدارس أبوظبي الخاصة أن من دواعي الاهتمام بتدريس مادة التربية الأخلاقية يعود إلى زيادة معدلات التنمر بين الطلاب، وارتفاع معدلات العزلة الاجتماعية بين الناشئة، لافتة إلى أن المادة ستعزز بين كل من طلاب المدارس وآبائهم في محاولة للتصدي للمشكلات الاجتماعية التي يعانيها التلاميذ، والسعي لدمج الناشئة الذين أصبحوا منعزلين بسبب ارتفاع شعبية ألعاب الفيديو والإنترنت والرسوم المتحركة، ولما يثيره استخدام الأطفال للهواتف المتحركة، من تداعيات سلبية تؤدي لاحقاً إلى ارتكاب جرائم الأحداث والتنمر، حيث سيعمل الحقل التربوي بمساعدة أولياء الأمور على وضع إرشادات لاستخدام تلك الوسائل وفق الحدود المسموح بها سواء في المدارس أو البيوت. وقالت فتحية الحمادي الاختصاصية الاجتماعية في مدرسة البطين الحلقة الأولى إن وزارة التربية والتعليم ومجلس أبوظبي للتعليم أضاف إلى عام القراءة الأخلاق، وبهذا نكرس مادة الأخلاقيات السمحة في المناهج التعليمية، مما يجعلنا قدوة للدول الأخرى إلى جانب أننا قدوة في التجربة الاتحادية، وهي خطوة تضيف إلينا المزيد من المسؤولية من جانبين، الأول لحفظ المنظومة التي تحافظ على القيم التي وضعها الأجداد وقدوة للآخرين، والثاني مواصلة المسيرة لنوصل هذه القيم إلى أجيالنا القادمة، داعية إلى دراسة الخطوات لجذب النشء إلى هذه المادة عبر المحاضرات الشائقة والمسابقات التحفيزية، وعمل مقارنات بين الأخلاقيات الجيدة والسيئة، والتركيز على القيم الإيجابية للتغيير والتطوير وجعل مفتاح ذلك لفعل الخير، خاصة وأن هذا العام كرس لسمة تميز بها أهل الإمارات وهي فعل الخير. المسؤولية تجاه الأبناء وقالت موزة الظاهري مديرة مدرسة البطين، إن المبادرة تعكس استشعار المسؤولية تجاه الأبناء الذين هم في حاجة إلى أن ينشأوا وفق أساليب حديثة ترتكز على مبادئ الهوية الإسلامية والوطنية والعادات والتقاليد، مشيرة إلى أن الجيل الحالي متعطش لهذه المناهج والدروس لأنه مشغول بأمور أخرى شغلته عن الثوابت، خاصة أن بعض الأسر لم تقم بدورها لتثبت دعائم التربية الأخلاقية وتركت بعض الأبناء ليتعرضوا للاستغلال وغسيل الدماغ من قبل منظمات إرهابية ومشبوهة، مما يستدعي رعاية الأبناء بشكل أكثر منهجية. وألمحت فوزية بن بشر معلمة الدراسات الاجتماعية إلى أنه لن يكون للمناهج أثر من دون أن تدعمها الأسر والمراكز الثقافية والهيئات والمؤسسات الاجتماعية، فعلى الجميع وضع التربية الأخلاقية على أجندتها، لأن القاعدة المجتمعية ستعطي قيمة مضافة للمناهج وتضمن النتائج المتوقعة، لافتة إلى ضرورة إيجاد مهارات سلوكية لتدريب الطلاب على الأخلاقيات والسلوكيات الحميدة، وكيفية التعامل مع المكتسبات الوطنية. استعداد أخلاقي أكدت عائشة خميس الشامسي مديرة ثانوية عائشة بنت أبي بكر الحلقة الثالثة إن مبادرة التربية الأخلاقية ستعمل على تكوين استعداد أخلاقي عند الطلبة، يتحول بسهولة وتلقائية إلى سلوك عملي في المواقف التي تتطلب عملاً أخلاقياً، كما ستدعم المدارس في حفز الطلبة على المبادرة وتبني أساليب أخلاقية مبدعة في كل نواحي حياتهم، وتحصن الطلبة من أية أفكار دخيلة، خصوصاً في ظل انتشار الإنترنت ووسائل التواصل الحديثة. وأشارت إلى أن التربية الأخلاقية مادة في غاية الأهمية، وأن الميدان التربوي يحتاج إليها بشدة حتى لا يتم استغلال التعليم بشكل خاطئ. إبراز وحماية القيم التربوية قال عبيد عبيد مفتاح المحرزي مدير مدرسة الصقور الحلقة الثانية إن مبادرة التربية الأخلاقية التي ستدشن تجريبياً بدءاً من الفصل الدراسي الحالي تأتي في وقت نشهد فيه تحديات كبرى وخصوصاً على صعيد تربية النشء وإعدادهم للمستقبل، ومما لا شك فيه أن هذه المادة ستحفز على إبراز وتوضيح وحماية القيم التربوية التي نهض عليها هذا المجتمع بفضل حكمة الأجداد وبصيرتهم الأصيلة. وأشار إلى أن إيجاد هذه المادة يجسر المسافة بين البيت والمدرسة ويشد الأواصر بين الدرس الأكاديمي والطبائع المجتمعية، وهذا تطور حضاري مهم وسينعكس إيجاباً على كل الجوانب الحياتية.