قتل 43 شخصا على الأقل غالبيتهم من المدنيين أمس السبت، بانفجار صهريج مفخخ، في هجوم هو الأكثر دموية بمدينة أعزاز في شمال سوريا، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وجاء التفجير فيما تستعد فرق الصيانة لدخول منطقة وادي بردي قرب دمشق أمس لبدء عملية إصلاح إمدادات المياه في العاصمة، بحسب الإعلام الرسمي. ورغم استمرار الهدنة الهشة التي دخلت حيز التنفيذ قبل أكثر من أسبوع بموجب اتفاق روسي تركي، أسفر انفجار صهريج مفخخ عن مقتل 43 شخصا على الأقل «غالبيتهم من المدنيين، وبينهم ستة من الفصائل المعارضة، وجثث متفحمة لم يتم التعرف عليها» في منطقة المحكمة الشرعية أمام سوق في مدينة أعزاز الواقعة في شمال محافظة حلب على الحدود التركية. وأظهر فيديو لمكان التفجير تصاعد أعمدة الدخان، وتناثر الحطام في الشوارع. كما شوهدت سيارات الإطفاء والدفاع المدني المحلي، إضافة إلى جرافات تحاول رفع الأنقاض. وتشهد مدينة أعزاز -أبرز معاقل الفصائل المعارضة في محافظة حلب- بين الحين والآخر تفجيرات بسيارات مفخخة، تبنى بعضها تنظيم الدولة. وفي العاصمة دمشق، تواصلت الاشتباكات ليل الجمعة السبت في وادي بردي، حيث قتل تسعة أشخاص بينهم سبعة من قوات النظام، بحسب ما أفاد المرصد السبت. ويشهد وادي بردي منذ 20 ديسمبر معارك مستمرة بين الطرفين، إثر بدء قوات النظام وحلفائها هجوما للسيطرة على المنطقة التي تمد سكان دمشق بالمياه. لكن صباح السبت، أعلن التلفزيون الرسمي السوري أن فرق الصيانة وصلت إلى المنطقة الواقعة على بعد 15 كيلومترا شمال غرب دمشق، وهي «جاهزة للدخول» للبدء بعملية الإصلاح. وأشار مصدر مقرب من النظام إلى أنه تم الاتفاق على وقف مؤقت لإطلاق النار يتيح دخول فرق الصيانة، رغم أن عملية الإصلاح قد تستغرق أياما عدة. وتوصلت روسيا وتركيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يمهد الطريق أمام إجراء مفاوضات سلام الشهر الحالي. ويسود الهدوء على جبهات عدة في سوريا منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ في 30 ديسمبر. غير أن الهدنة انتهكت مرارا لاسيما بفعل القتال الدائر في منطقة وادي بردي. وتسببت المعارك وفق المرصد بتضرر إحدى مضخات المياه الرئيسية، ما أدى إلى قطع المياه عن العاصمة منذ أكثر من أسبوعين. حشد في منطقة الباب عملت روسيا وتركيا بشكل وثيق حيال النزاع السوري، وتوصلتا إلى اتفاق الشهر الماضي يتيح للمدنيين والمقاتلين مغادرة حلب في شمال البلاد. وتسعى موسكو وأنقرة من خلال الهدنة إلى تمهيد الطريق أمام محادثات سلام مرتقبة الشهر الحالي في عاصمة كازاخستان. لكن المعارك في وادي بردي دفعت الفصائل إلى تجميد أي محادثات تحضيرية للقاء آستانا، منددة بـ «خروقات» للهدنة من قبل النظام. وتتدخل موسكو وأنقرة عسكريا في سوريا، حيث بدأت تركيا عملية «درع الفرات» في أغسطس ضد تنظيم الدولة والمتمردين الأكراد على حد سواء. وبعد استعادة بلدات عدة من التنظيم، تركز القوات التركية وحلفاؤها السوريون على منطقة الباب، معقل التنظيم في محافظة حلب. وقال المرصد السوري السبت إن تركيا أرسلت تعزيزات عسكرية ضخمة إلى المنطقة، فيما يبدو أنه تحضير لبدء عملية عسكرية في الباب.;