×
محافظة المنطقة الشرقية

أنا أحمد فتحي (4) – رحلة أرسنال.. عن تفاصيل لا يعلمها أحد في حديثي مرتين مع فينجر

صورة الخبر

«الوطن بلا السفير»، كان هذا هو العنوان الرئيس بالخط العريض في الصفحة الأولى من صحيفة السفير اللبنانية الورقية، في آخر يوم من أيام العام الماضي ٢٠١٦م وهو آخر يوم لصدورها الورقي. ويتتابع - كما نرى - تساقط الصحف الورقية في شتى أنحاء العالم ولا يقتصر على عالمنا العربي. وتتكرر المعاناة لدى الصحفيين والمهنيين في قطاع الصحافة الورقية، بشكوى واحدة أساسية، وإن كانت هناك عوامل أخرى محلية؛ إلا أن تلك الشكوى الأم هي الربحية. بمعنى أن الصحيفة الورقية تجد معاناة دائمة في السنوات الأخيرة بسبب الإعلام الجديد الذي سلب منها الإعلان والاشتراكات و»المقروئية» -إن جاز التعبير- وهي العوامل التي تشكل مواردها المالية. في النهاية هذه هي المشكلة الأساسية باختصار: «العائد المالي» ليس كافيًا لكي يغطي تكاليف إنتاج الصحيفة الورقية أولًا، وليحقق الربحية على رأس المال ثانيًا. لا أريد أن أدخل في التفاصيل المالية أو العوامل الاقتصادية في هذا المقال، فالحديث فيها يطول وقد يزعج القارئ، ويبكي المستثمرين في الصحافة الورقية. ولكن اللافت للانتباه أن كساد ومعاناة واقتصاديات الصحافة الورقية ما تزال تعالج من قبل القائمين عليها بالعاطفة والأماني -في معظم عالمنا العربي- وليس بالتحول الواقعي لمعطيات العصر مع أن الصورة واضحة تمامًا، والمنافس ليس قادمًا قريبًا أو بعيدًا بل هو حاضر وواقع ومؤثر وضخم الإمكانات التقانية. كما لجأت أيضًا صحف عربية ورقية كثيرة لتخفيض تكاليفها بتخفيض رواتب العاملين فيها، أو بتخفيض مكافآت الكُتَّاب والمتعاونين معها، أو بتقليص عدد صفحات الصحيفة، أو غير ذلك من الوسائل المالية الأخرى لكي توازن ميزانياتها التي دمَّرها الإعلام الحديث. وما من شك في أن استقطاب الكتاب المرموقين، أو القيام بالمبادرات، أو التحقيقات الصحفية العميقة، أو السبق الصحفي يحتاج كله إلى كثير من البذل المادي لاستقطاب الكوادر المختلفة لكيلا ترزأ الصحيفة بأنصاف الموهوبين من الكُتَّاب والصحفيين، أو بأرباعهم أو بأدنى من ذلك. m.mashat@gmail.com