×
محافظة المنطقة الشرقية

بلدي شرورة ينظم لقاءً مفتوحاً مع أهالي المحافظة

صورة الخبر

لطالما وجد الفرنسي روبير مارشان قوته الحقيقية في الشدائد. فسيرة حياته حافلة بالصعاب التي تجاوزها تباعاً، ليحتفل في 26 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بإطفائه 105 شمعات. بلغ مارشان من العمر عتياً، لكنه لا يزال ينبض بالعزيمة والإرادة، وبذهن متوقّد يسرد تفاصيل التفاصيل لما عاناه. فالرجل الذي ولد قبل الحرب العالمية الأولى تميّز في أعوام الشيخوخة بتحطيمه أرقاماً قياسية على دراجة هوائية، رياضة زاولها وأحبّ أن يخلّد من خلالها مفهومه للحياة. قبل ثلاثة أيام، اجتاز هذا المعمّر مسافة 22,527 كلم في غضون ساعة على مضمار كونتان أون ايفلين قرب باريس، وسط حشد من أصدقاء ومعجبين جاؤوا مؤازرين، علماً أنه كان سجل رقماً قياسياً لفئته عام 2014 بلغ 26,927 كلم. وأعلن مارشان أنه ببساطة بات يفضّل الاستراحة قليلاً بعد هذا العناء، «فلياقتي تراجعت بفعل السنوات وأخشى أن تخذلني قريباً، خصوصاً أنني لم أعد أقوى على تولّي المقود طويلاً بيدي اللتين تعانيان من الروماتيزم، فكم بالحري لمدة ساعة كاملة». لكنّ مقرَبين من مارشان يؤكدون أنه مجتهد في التدريب، يثابر على اجتياز 10 كيلومترات يومياً، ويقود دراجته لمدة ساعة مرة واحدة في الأسبوع. وتوضح الفيزيولوجية فيرونيك بيلا أن استهلاك مارشان الأقصى من الأوكسجين بلغ 37 ملم/ دقيقة/ كلغ، ومعدّل نبضات قلبه 157 نبضة في الدقيقة، في حين ينبغي أن يكون 110 نبضات كحدّ أقصى قياساً بعمره. وتلفت إلى أن ما يساعد مارشان على صموده الاستثنائي، نمط حياته الصحي وقامته الصغيرة (1,52م، 50 كلغ) وقلب كبير يروي شرايينها على غرار مضخة ضخمة تروي حقلاً صغيراً مليئاً بجداول. في سن الـ102، أصدر مارشان كتاباً سطّر فيه محطات من سيرته وما عانته عائلته حين اعتقل الألمان والده في مسقطه اميان في 31 آب (أغسطس) عام 1914. وقاسى كثيراً في مزرعة أجلي إليها حيث الطعام ضئيل فعانى من سوء التغذية، وما كان يجلب له من كسوة وأغراض كانت تعطى لابن صاحب المزرعة. كما أرغم على رعي الأبقار وإحضار الطعام للعمال. بعدما وضعت الحرب الأولى أوزارها وأطلق والده، لم تستقر العائلة طويلاً في سكينة، نظراً إلى تبديد الوالد ما يجنيه على المراهنات، فوجدت نفسها مشرّدة مجدداً. زاول مارشان الملاكمة في سن 12 سنة ثم الجمباز فحقق ألقاباً، واستمتع بركوب الدراجة التي اكتشف سحرها عام 1926، فلاحظ بول ريونار المحترف السابق والإداري في نادي لافالوا بيريه، أنه لن يصبح يوماً متسابقاً جيداً نظراً إلى قصر قامته، لكنه نصحه بـ «تشغيل رأسه وليس ساقيه فقط». لاحقاً انخرط مارشان في فوج الإطفاء وتدريبات رفع الأثقال، وتمكن من خطف 85 كلغ ونتر 110 كلغ. وخلال الحرب العالمية الثانية كانت خدمته في ثكنة درانسي في سان دوني، فشهد ترحيل اليهود. وسجن شهراً لرفضه أوامر رئيسه القاضية بتدريب شبان وجدهم غير جديين، التحقوا بفوج الإطفاء للهروب من التجنيد. تزوّج مارشان عام 1939، وتوفيت زوجته ميشلين بعد 4 أعوام. هاجر إلى فنزويلا عام 1947، وعمل سائق شاحنة تنقل بضائع إلى العاصمة كراكاس. ومرةً ضبطت الشرطة فيها صندوقاً مليئاً بمسدسات فاتهم بتهريبه قبل أن يترك بسند إقامة، لكنه اختار الهرب على متن سفينة متجهة إلى إيطاليا ولا يزال يحتفظ بحقيبة حوت أغراضه القليلة. الهجرة حملته بعدها إلى كندا حيث عمل حطاباً، وبعد العودة إلى فرنسا تاجر بالخضار والمشروبات حتى تقاعده في سن الـ78، ويكتفي مذّاك براتب تقاعدي هزيل مقداره 820 يورو شهرياً. في سن الـ73 عاوده الحنين إلى الدراجات فاشترى واحدة، واجتاز على متنها المسافة بين بوردو وباريس (أكثر من 600 كلم) في 32 ساعة، وتلت تلك المحاولة 7 أخرى كانت آخرها وهو في الـ91.