ما زال النهج المبرمج والمخطط له بين «المتنفذين» في الرياضة الكويتية الذين يسعون دائما الى تأليب الشارع على الحكومة لتحميلها مسؤولية الايقاف و«قروب الاتحاد الآسيوي لكرة القدم»، مستمر ويبدو أنه لن ينتهي قبل 11 يناير الجاري. فقد بعث الاتحاد الآسيوي لكرة القدم مساء امس كتابا الى امين عام الاتحاد الكويتي المنحل سهو السهو يخطره فيه بأن المهلة الاخيرة لمشاركة «الأزرق» في التصفيات المؤهلة الى نهائيات كأس آسيا 2019 المقررة في دولة الإمارات ستنتهي في 11 يناير الجاري، وأنه يجب تعديل الوضع المتعلق بالايقاف من قبل اللجنة الاولمبية الدولية، وإلا فإن منتخي ماكاو سيحل مكان «الأزرق». والغريب في الامر ان «الآسيوي» بعث منذ فترة ليست بالبعيدة كتاباً بالفحوى نفسه يظهر من خلاله «حرصه وحبه» لدولة الكويت الا انه في الحقيقة يريد اثارة الشارع ضد الحكومة ومجلس الأمة الذي يناقش حاليا اعداد قانون جديد للرياضة يتماشى مع اللوائح والنظم الدولية. ولا بد من القول بأن من يُرد مشاركة الكويت في التصفيات الاسيوية وتصفيات كأس العالم فإن عليه مد يد العون كما فعل الرئيس السابق للاتحاد الاسيوي القطري محمد بن همام الذي ابدى حسن نية وحضر شخصياً الى الكويت واجتمع بمدير الهيئة العامة للشباب والرياضة ورؤساء الاندية ومجلس الامة لحل الأزمة ونجح في مسعاه. اما الرئيس الحالي للاتحاد الآسيوي الشيخ سلمان بن ابراهيم فيبدو انه غير مهتم وغير مبال بأزمة الكويت، بل أنه ينفذ اجندة «المتنفذين» في الوسط الرياضي الكويتي والذين يمنحون مصلحتهم الشخصية الأولوية. لذا يستغلون «أفضالهم» على بن ابراهيم لـ«زيادة النار حطبا» من خلال كتب التهديد والوعيد والتمديد. لقد ضاقت مواقع التواصل الاجتماعي بكتب «الآسيوي» واللجنة الأولمبية الدولية التي تسعى الى اطالة أمد الأزمة من خلال اثارة الشارع الرياضي وتحميل طرف دون الآخر المسؤولية. الجميع ينادي اليوم برفع الإيقاف حفاظا على الرياضة والرياضيين، والشارع يدرك تماماً من يسعى الى احترام القوانين المحلية ومن يقف ضد من يخالفها ويرفض تنفيذها. والكتاب الأخير لا يحمل أي شيء جديد في ظل العمل الجاد الذي تقوم به الحكومة من أجل رفع الايقاف بصورة عامة عن الرياضة وليس فقط كرة القدم. ان السكوت عمّن يحاول العبث بقوانين الكويت الواجب احترامها يعتبر جريمة موصوفة، خصوصاً أننا لم نسمع في دول المنطقة ان الاتحاد الاسيوي او نظيره الدولي تدخل او طالب بتعديل ما. سنكرر السؤال الذي يطرح نفسه دائما: لماذا رفضت اللجنة الاولمبية الدولية والاتحاد الاسيوي لكرة القدم دعوة المسؤولين الكويتيين للحضور الى البلاد والتعرف الى اوجه الاختلاف في القوانين والدوافع التي كانت وراء قرار حل عدد من الاتحادات بالاضافة الى القضايا المرفوعة خارجيا كما فعل محمد بن همام سابقاً؟ الجدير بالذكر ان الهيئة العامة للرياضة كانت دعت اللجنة الأولمبية الدولية والاتحادات الدولية المعنية الى رفع الإيقاف عن الرياضة موقتا الى حين الانتهاء من تعديل التشريعات بما يتوافق مع الميثاق الاولمبي والدستور الكويتي. وتأتي هذه الخطوة تجاوبا من «الهيئة» مع مبادرة اعضاء مجلس الأمة التي أثمرت اتخاذ هذا القرار في الجلسة التي خصصت لمناقشة الأزمة الرياضية واسفرت اصدار عدد من القرارات المتعلقة بالايقاف.