×
محافظة المنطقة الشرقية

«كريستيانو تونس» تحت مجهر بني ياس في «الميركاتو»

صورة الخبر

في حي باسطنبول التركية تقطنه الطبقة العاملة واعتبره مهاجرون من وسط آسيا موطنهم لعقود يبدو القلق حاضرا لكن دون قدر يذكر من الدهشة من حقيقة أن المسلح الذي قتل 39 شخصا في ملهى ليلي يوم الاحتفال بالعام الجديد، ربما قضى وقتا بينهم. ويقع حي زيتون بورنو وراء الأسوار القديمة لشبه جزيرة اسطنبول التاريخية مباشرة بعيدا عن حي أورتاكوي الراقي على سواحل البوسفور، حيث فتح المسلح النار من سلاحه الآلي يوم الأحد الماضي. شوارع الحي المفعمة بالحركة ممتلئة بمتاجر ومطاعم من قازاخستان وأوزباكستان، ولافتاتها كتبت باللغة الويغورية بحروف عربية. يتبادل الرجال كبار السن المرتدين لأغطية رأس من الفراء التحية فيما تتجول النساء، وبعضهن ترتدين ملابس تغطيهن من الرأس إلى القدم، أمام واجهات المحال. ويعتقد أن المسلح، الذي قال نائب رئيس الوزراء التركي ويسي قايناق، إن من المعتقد أنه من الأقلية الويغور، استقل سيارة أجرة من زيتون بورنو قبل واقعة إطلاق النار، وعاد لمطعم هناك بعد الهجوم وطلب استعارة نقود لدفع أجرة السائق. ولا يزال المسلح هاربا. وما زال المطعم مفتوحا لكن العديد من موظفيه اعتقلوا. ويشعر الكثير من الأتراك بصلات عرقية وثقافية قوية مع الشعوب المتحدثة بالتركية في وسط آسيا بما يشمل غرب الصين والدول القريبة التي كانت يوما ضمن الاتحاد السوفيتي السابق، ورحبوا بمهاجرين عاشوا بينهم في مناطق مثل زيتون بورنو. لكن البعض في هذا المجتمع يقولون، إن تركيبته تغيرت بعد موجة جديدة من الهجرة في السنوات الأخيرة. وقال رجب سعد الدين أكيول (37 عاما)، رئيس رابطة مهاجري تركستان الشرقية، «بعض من وفدوا أنشأوا قاعات منفصلة للصلاة تخصهم وحدهم بدلا من التوجه للمساجد الرسمية.. يعلمونهم أشياء لا نعرفها». وأضاف أكيول الذي يرجع أصله إلى قازاخستان لكنه ولد وترعرع في اسطنبول، «هناك شقق تستأجر ليوم واحد. لا يمكن أن نحدد من يأتي أو يرحل. لا يبلغ أحد الإدارات المحلية». والويغور أقلية أغلبها من المسلمين المتحدثين بالتركية في أقصى غرب الصين، ولهم جاليات كبيرة العدد في أنحاء وسط آسيا وتركيا. وتركستان الشرقية، هو اسم يطلقونه على جزء من إقليم شينجيانغ في غرب الصين التي فر المئات وربما الآلاف منها بسبب ما يصفه نشطاء مدافعون عن حقوق الإنسان، بأنه اضطهاد ديني، وسافروا إلى تركيا سرا في السنوات الأخيرة. وتنفي بكين تقييد حريتهم الدينية وتلقي باللوم على متشددين إسلاميين بمن فيهم من تقول، إنهم ينتمون لمجموعة تطلق على نفسها اسم «حركة تركستان الشرقية الإسلامية»، في زيادة العنف في إقليم شينجيانغ حيث قتل المئات. وتقول الصين، إن بعضهم ينتهي به المطاف بالقتال في صفوف المتشددين في سوريا والعراق. وفي زيارة للصين في سبتمبر/ أيلول الماضي، تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب. وقال حسين ساريل، وهو أحد الإداريين المحليين في منطقة زيتون بورنو، «لدينا إخوتنا هنا من تركستان الشرقية عشنا معا لسنوات وأحبوا بلدنا ولا يشعر مجتمعنا بأي ضيق منهم». وتابع قائلا، «لكن هناك أشخاصا هنا يرحبون بمن يأتون إلى تركيا بصورة غير قانونية». وأضاف، أن السلطات المحلية تحتاج للمزيد من الصلاحيات لتسجيل أماكن إقامتهم. وقال، «هناك فنادق تؤجر غرفا باليوم ويحول البعض المتاجر لمنازل ويتلقون مالا عن كل شخص. إذا حصلنا على مزيد من الصلاحيات يمكننا أن نتحرى ونأخذ احتياطاتنا». تأثير ديني .. أعلن تنظيم «داعش»، مسؤوليته عن الهجوم على الملهى الليلي في اسطنبول، وقال، إنه انتقام من التدخل العسكري التركي في سوريا. وتعتقد مصادر أمنية، أن المسلح، الذي يصفونه بأنه متمرس في حرب العصابات، ربما كان ينتمي لإحدى دول وسط آسيا وربما تدرب في سوريا. ولن تكون تلك هي المرة الأولى التي ينفذ فيها مهاجم بمثل تلك الخلفيات هجوما في المنطقة. فقد قال جهاز أمن الدولة في قرغيزستان، إن هجوما بقنبلة نفذه انتحاري على السفارة الصينية في بشكك في أواخر أغسطس/ آب، كان بأمر من متشددين من الويغور ينشطون في سوريا وجرى تنسيقه من خلال مواطن من قرغيزستان يعيش في تركيا. وقال أكيول، «من بين الوافدين في السنوات الأخيرة، شاهدنا أشخاصا تأثروا بالحركة الدينية التي تتمتع بنفوذ في وسط آسيا والدول الناطقة بالتركية». وتابع قائلا، «قلنا إن هناك من تأثروا بتلك الأيديولوجية ويحاولون الوصول لتركيا. سيحتاجون لمساعدات إنسانية ولكن أيضا إلى تعليم لكن رأينا أن هناك فراغا». ولم تعلن السلطات التركية اسم المشتبه به في هجوم الملهى الليلي على الرغم من أنها قالت، إنها تعرفت عليه وتعرف أين قد يكون مختبئا. واعتقلت الشرطة في مدينة إزمير المطلة على بحر إيجه 20 من المشتبه في أنهم متشددون من «داعش»، وبعضهم من أصول من وسط آسيا يوم الأربعاء. وضبطت السلطات جوازات سفر مزورة وهواتف محمولة ومعدات من بينها نظارات للرؤية الليلية. ومثل غيره ممن يقيمون في زيتون بورنو منذ أمد بعيد يشعر الصحفي السابق عثمان كمندان (35 عاما)، وهو تركي يعود أصله إلى قازاخستان، بالقلق إزاء بعض الوافدين على الحي في الآونة الأخيرة. وقال، «الناس الذين أتوا مؤخرا.. قساة وبدائيون إلى حد ما. لكن يبدو أنهم أتوا إلى هنا عن عمد». وأضاف، «هناك أناس في تركيا يوفرون لهم الموارد.. يقولون إن كثيرين أتوا إلى هنا من قبل ووجدوا ملاذا ولم يرصدهم أحد».