اتساقًا بالأحداث، التي تمر بها مصر والمتمثلة في المظاهرات وردود الأفعال الغاضبة والسيناريوهات، التي لم تكن متوقعة، نجح مسلسل «الداعية»، الذي يلعب بطولته الفنان هاني سلامة، بحصوله على أعلى نسبة مشاهدة في مصر في استفتاء نقابة المهن التمثيلية. وفي مفاجأة ولأول مرة تحدث مفارقة في الأعمال الدرامية في مصر بوفاة بطل المسلسل في الحلقة الأخيرة عن طريق لغز أدخله المخرج مدحت العدل، الذي كشف أنه أراد أن يربط العمل بالأحداث، التي تمر بها مصر والتي قد ينتصر فيها الشر على الخير في بعض الأحيان، وأن يكون العمل مختلفًا عن الأعمال الأخرى حتى يأخذ طابع الحيرة لدى المشاهد، قائلًا: إن المسلسل حمل نهايتين مختلفتين، في ظاهرة لم يعتدها المشاهد من قبل. ففي الحلقة الأخيرة حمل المسلسل سيناريو لم يكن متوقعًا لدى الكثيرين، الأولى كانت مأساوية وحملت موت يوسف بطل عمل «الداعية» قتيلا برصاص الشيخ المتشدّد، والذي يهرب دون أن يشعر به أحد لينهي القصة بانصراف الجمهور وإطفاء نور صالة العرض بالأوبرا، وهي نهاية تعبّر عن انتصار الشر على الخير، وانتصار الظلم على العدل. أما المشهد الثاني هو صوت المؤلف مدحت العدل يخبر الجمهور بين هذه النهاية ونهاية جديدة، حيث يقول: قد تكون هذه النهاية، ولكن هناك نهاية أخرى.. وهنا يعاد المشهد في نهاية أخرى، وهي إلقاء الشرطة القبض على الشيخ المتشدّد، قبل قتل الداعية يوسف، ويستمر الحفل حتى نهايته، وهنا نهاية تعبّر عن انتصار الخير والعدل على الشر والظلم، ويختتم المشهد أيضًا بصوت مدحت العدل قائلا: لك أن تختار.