×
محافظة المنطقة الشرقية

ﺍﻟﺤﻮﺛﻴّﻮﻥ ﻭﺻﺎﻟﺢ ﺗﺠﻤﻌﻬﻤﺎ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭيفرﻗﻬﻤﺎ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ

صورة الخبر

وضعنا أندية الدور ربع النهائي (دور الثمانية) لبطولة كأس جلالة الملك وهي المحرق والرفاع والاتحاد والأهلي والمنامة والحد والشباب والمالكية في الميزان للوقوف على مستوياتها في هذا الدور، وكيف استطاعت الفرق الأربعة من التأهل والوصول إلى نصف النهائي، وأيضا كيف ودّعت الفرق الأربعة الأخرى هذه المسابقة. التفاوت ربما كان واضحا في الأداء وبعض المتابعين استطاع أن يبصم على صعود أندية على حساب أخرى، في حين جاءت بعض النتائج صادمة ومفاجأة وخاصة من حيث الكم التهديفي فضلا عن العبور إلى نصف النهائي، وهذا ما جعل الإشادة واضحة وكبيرة بمستوى وأداء بعض الفرق رغم الخروج المبكر. الخبرة في المحرق المحرق بطل النسخة الماضية من مسابقة كأس جلالة الملك استطاع أن يعبر إلى الدور نصف النهائي بالخبرة واقعا، لأنه واجه شراسة وصلابة دفاعية جبارة من قبل لاعبي الاتحاد الذين اعتمدوا على التغطية والرقابة من الخلف، وبناء الهجمات المرتدة السريعة، ورغم أن الأداء الفني للاتحاد لم يكن بالمستوى المطلوب، إلا أن طريقة اللعب ساعدت المجموعة على امتصاص رغبة لاعبي المحرق في إحراز الهدف المبكر. المحرق لم يكن جيدا في طريقة استغلال الفرص لأنه أضاع الكثير منها، ولكنّ الأمر المفيد بالنسبة له في المباراة هو السيطرة والاستحواذ الكبيرين وجعل الكرة أكثر الوقت في منطقة جزاء الاتحاد، في حين تمكن من التأهل إلى نصف النهائي بركلة جزاء صحيحة في نظري جاءت في الوقت المحتسب بدلا للضائع. الإصرار الرفاعي لم يعرف طريق اليأس، بل وواصل أداءه التصاعدي منذ قدوم المدرب سلمان أحمد شريدة، والتغيير النفسي كان قبل الفني بالنسبة للرفاع الذي صعد إلى دور الأربعة من أجل ملاقاة المحرق في نصف النهائي لمسابقة كأس جلالة الملك، وهذه المرة من الباب الضيق وأمام فريق الأهلي الذي تمكن من تمديد اللقاء إلى الأشواط الإضافية. الرفاع نجح في العبور رغم صعوبة الموقف للمرة الثانية على التوالي، فقد استطاع أن يجتاز النجمة في لقاء ثمن النهائي بصعوبة بالغة جدا، وفي الوقت القاتل بعد تمديد اللقاء إلى الأشواط الإضافية ومن ثم ركلات الترجيح، في حين تكرر السيناريو أمام الأهلي وكسب التحدي والرهان مجددا وتأهل. عندما نقول الإصرار الرفاعي فإن ذلك يعني أن الفريق قد حوّل تأخره في النتيجة إلى فوز بالروح القتالية والرغبة في إثبات التطور الفني بقيادة مدربه الخبير، ولا ننسى أن الدعم الإداري في الرفاع كان على أعلى المستويات وهو ما أثمر عن الحافز الكبير للاعبين طوال منافسات هذه البطولة. الحالة الذهنية استطاع المنامة أن يثبت علو كعبه على منافسه الحد في اللقاء الذي جمعهما على بطاقة الصعود إلى دور الأربعة، وكسب المواجهة أداء ونتيجة بعد أداء مرتفع فنيا، ومستوى ربما كان مفاجئا من قبل منافسه الحد الذي تجرّع مرارة الخروج من هذه المسابقة بخماسية نظيفة. المنامة وبالتركيز والحالة الذهنية العالية، استفاد من فرصه في اللقاء، وضرب الحد من الفرصة الأولى تقريبا، وهذا المؤشر يعني أن الفريق المنافس كان خارج إطار التركيز، بل وتأثر كثيرا بعدم قدرته على إكمال الهجمات بالصورة الصحيحة. عموما نجاح المنامة يحسب للجهاز الفني والإداري وكذلك اللاعبين والجماهير التي لم تشأ تعكير صفو الأجواء إلا بالصعود إلى دور الأربعة ومواصلة المغامرة الجميلة في هذه المسابقة الغالية. ثقافة المفاجأة كان الرهان كبيرا من قبل المدرب السوري هيثم جطل على لاعبيه الشباب تحديدا في مباراتهم أمام المالكية في الدور ربع النهائي عندما اعتمد أسلوب المفاجأة للفريق المنافس ( فريق المالكية) بعد أن درسه جيدا وعرف نقاط الضعف لديه، ولعب من أجل الفوز وهدف التأهل فقط، وأصاب الهدف المنشود في نهاية اللقاء. ربما أكثر المتفائلين لم يكن يرشح الشباب للتأهل على حساب المالكية فضلا عن الفوز بنتيجة أربعة أهداف مقابل هدف، وهذه المباراة كانت بمثابة الانطلاقة الحقيقية لفرسان الماروني، ومن المنتظر أن يقدم اللاعبون المزيد من الأداء الفني في الفترة المقبلة وخاصة في اللقاء المنتظر أمام المنامة في نصف النهائي. قلة الخبرة يمكن القول وبشهادة أكثر المتابعين بأن قلة الخبرة بالنسبة للاتحاد هي من جعلته يخسر في الرمق الأخير مباراته المهمة أمام المحرق وبركلة جزاء في توقيت حسّاس (الدقيقة 95) لم يكن من الأساس ارتكابها صحيحا من قبل المدافع الذي أعاق انطلاقة ظهير المحرق محمد البناء داخل المنطقة المحرمة. الاتحاد قدم مباراة بطولية وكسب احترام الجميع، والكل صفق وأشاد بمستوى وأداء وطموح هذا الفريق الرائع بقيادة مدربه الوطني إسماعيل كرامي، وعلينا جميعا أن نهنئ أسرة النادي على هذه الروح، ونتمنى لهم التوفيق والنجاح في لقاءاتهم بالدوري وتحقيق الحلم الذي طال انتظاره بالصعود إلى دوري الدرجة الأولى. الأخطاء المؤثرة تأثر الأهلي كثيرا بالأخطاء التي وقع فيها لاعبوه أمام الرفاع في مواجهتهم في دور الثمانية، رغم أن الفريق نجح في تحجيم المنافس وتقدم عليه بالنتيجة في أول عشر دقائق، وكانت الرغبة واضحة بالنسبة للأهلاوية من أجل الصعود إلى نصف النهائي والاستمرار في سباق المنافسة مهما كانت قوة المنافس. الأهلي لم يستطع إضافة الهدف الثاني وأضاع لاعبوه عددا من الفرص وهو ما سمح للرفاع أن يستعيد التوازن سريعا وينهي طموحهم، وعموما يمكن القول بأن أخطاء الأهلي كانت مؤثرة بالسّلب وهذا واقع كرة القدم، لكن للأمانة فإن الفريق بدأ يقدم كرة مختلفة في المباريات الأخيرة وهذا ما سيجعله محطّ الأنظار في القسم الثاني من دوري الدرجة الأولى. سوء التركيز افتقد لاعبو الحد للتركيز في إنهاء الهجمات بصورة صحيحة أمام المنامة، ليس فقط في بداية المباراة ونتيجة التعادل السلبية وإنما حتى بعد التخلف بالهدف الأول، وكان الواضح على أداء الفريق البطء في إنهاء الهجمات وعدم الصمود أمام قوة ودفاعات المنامة، في حين أنهم ارتكبوا أخطاء قاتلة على مستوى التنظيم الدفاعي بعد المجازفة غير المحسوبة في التشكيلة. نعم كانت هناك مجازفة مع بداية الشوط الثاني عندما لجأ المدرب عيسى السعدون إلى سحب المحترف الأردني محمد الداود إلى منطقة الوسط بدلا من قبل الدفاع، وفكّ الارتباط بينه وبين زميله إبراهيم العبيدلي واستعان باللاعب علي سعيد في هذا المركز بعد إقحام لاعب منتخب الشباب محمد بوغمار في التشكيلة. عموما الحد بحاجة ماسّة إلى تنظيم صفوفه مرة أخرى بعد التعاقد مع المدرب محمد الشملان لقيادة الفريق في الدوري، ومن المنتظر أن يكون هناك تغييرات جادة ليس في وضعية المحترفين وإنما في طريقة وأداء ولعب المجموعة. المالكية سبق الأحداث العامل الذي أراه كان مؤثرا على أداء لاعبي المالكية بالخسارة القاسية أمام الشباب هو أنهم سبقوا الأحداث كثيرا ووضعوا أنفسهم في الدور نصف النهائي قبل خوض المباراة، حتى أن الأمور فلتت في أثناء سير المباراة وتقدمها، ولم نلاحظ أي علامة من علامات الانضباط الواضحة على أبناء فارس الغربية، وهم الذين اعتادوا على الالتزام والفداء في كل المواقف. وتأثر لاعبو المالكية بالضغط الجماهيري المهول عليهم، فقد حضر جمهور غفير للمباراة من أبناء القرية، وسوء الأداء الذي ظهر أجبر بعض اللاعبين على الخروج عن النص، فكانت الاحتجاجات كثيرة ومتكررة على الحكام، وبدا واضحا أن لاعبي المالكية لم يركزوا على أدائهم الفني المليء بالأخطاء، وإنما اتجهوا لأمور ثانوية لم يكن عليهم الانجرار وراءها. نتمنى أن لا يتأثر أبناء فارس الغربية بعد هذا الخروج وأن لا يصيبهم الإحباط، لأن كرة القدم مليئة بالدروس ونحن على ثقة بأن هذه المجموعة الرائعة سوف تواصل تطلعاتها التنافسية المشروعة في دوري الدرجة الأولى مع انطلاقة القسم الثاني من المسابقة.