×
محافظة المنطقة الشرقية

تعليم الشرقية يستضيف لقاء مديري الأمن والسلامة المدرسية

صورة الخبر

النسخة: الورقية - دولي وسط الأجواء الملبدة، بزغت فجأة من دون سابق إنذار، وأطلت على ملايين المصريين، فشغلتهم بمشكلتها عبر الشاشة التي قدمت إليها من حلبة الرقص مروراً بقسم الشرطة. ظن كثر أن المصريين فقدوا القدرة على الانفصال عن شاشات التلفزيون، لا سيما في المساء، حين تتفجر ينابيع التنظير وتتبدى مراكز التحليل السياسي. ولكن قطعت صافيناز – أو صافينار- الشك باليقين، وأثبتت بالهمسات والحركات أن المصريين قادرون على الفصل بين الواقع والتحليق في الخيال. وأدركت صافيناز اللحظة الفارقة، وأكدت أن المصريين لم يصلوا مرحلة الخطر في إدمان السياسة. الراقصة الروسية المقيمة في مصر قلبت الدنيا ولم تقعدها بإقدام الشرطة على توقيفها وهو ما تحول قضية رأي عام، سخر فيها كثر من التنافس القوي بين صافيناز والمشهد السياسي الملتبس، وتساءل بعضهم عن ذنب هذا «الصاروخ الراقص» و «القمر الساطع» ليقبض عليه. ونددت مجموعات بالمعاملة الراقية التي حظيت بها الراقصة في قسم الشرطة، وهي المعاملة التي قالوا إنها تنقلب إلى الضد حين يجلس محلها شاب ثوري، وصب إسلاميون جام غضبهم على هؤلاء وأولئك متهمين الجميع بالفسق. وتناقلت أخبار صافيناز برامج التوك شو، وباتت لها فقرة ثابتة في استعراض الأخبار. صحيح أن عدداً من الإعلاميين حرص على الشجب والتنديد لهذا الاهتمام الكبير براقصة في وقت يمر الوطن بلحظات حرجة، لكنه انضم في نهاية الأمر إلى كتيبة البرامج المهتمة بصافيناز. وزادت الطين بلة استضافة الإعلامي شريف عامر لها في برنامجه على «أم بي سي مصر» لتتحول دفات الاهتمام والشجب والسخرية إلى هذه القناة والإعلامي الذي استضافها. والحقيقة أن صافيناز لم تألُ جهداً أو تدخر سعياً في دغدغة مشاعر المشاهدين- بمن فيهم الناقمون المنددون- وذلك لنظرة الأسى والضعف، التي حرصت على مزجها بالحزن والقهر الناجمين عن احتمال ترحيلها أو مغبة حجزها، وكلها أسلحة أنثوية فتاكة مضمونة النتائج. حتى المذيع شريف عامر، التقط خيط خوفها ودقّ على وتر أساها وسألها: «خفتي؟ وليه خفتي؟»... قالت: «الحرب». ولما أظهر عامر تعجبه من «الحرب» – وقد ذهب ذهنه على الأرجح إلى الحرب التي تخوضها مصر ضد الإرهاب. سألها: «حرب؟! فأوضحت: «أنا مافهمتش ليه الشرطة جت؟ وليه الشرطة خدتني؟»، وأعقبت انعدام الفهم بدموع مترقرقة، لم تنل من مكياجها الصارخ أو فستانها الجامح. وسواء اهتم المصريون بقضية صافيناز بدافع التضامن أو النقمة أو السخرية، فالأكيد أنها نجحت في ما أخفقت فيه الأعياد، وانهزمت فيه النكات. لقد أخرجت صافيناز مصر من غرقها في السياسة. وحظي المصريون بساعات من الاستمتاع بتأمل صافيناز، إن لم يكن من أجل الثناء والغزل، فمن أجل إعادة شحن قدرات التنديد ومواهب التخوين ومواضيع التنكيت.