طهران – أظهرت وسائل إعلام محلية "التهميش" الذي يعتري دور ايران في سوريا بعد الاتفاق الروسي التركي في حين بدأت طهران تشعر بإحتمالية انسحاب حزب الله اللبناني التابع لها من سوريا وتحذر موسكو وأنقرة. واتفقت روسيا وتركيا في ديسمبر/كانون الثاني على وقف نار في سوريا يمهد لمحادثات سياسية لتسوية الحرب التي شارفت على دخول عامها السابع. بعض الكتّاب الإيرانيين اعتبروا التقارب التركي الروسي بشأن حل القضية السورية، إضعافاً لدور طهران وإخراجها من طاولة المحادثات والمفاوضات. ونقلت بعض وسائل الإعلام الإيرانية محادثة الرئيس حسن روحاني بنظيره الروسي فلاديمير بوتين قبل ثلاثة أيام، على أنّ روحاني ذكر إنّ اتفاق وقف إطلاق النار في عموم سوريا تمّ بجهود إيرانية روسية تركية، فيما ذكرت وكالة "إرنا" الرسمية تصريحات بوتين على أنه قال "إنّ روسيا وإيران وتركيا هي الجهات الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار بسوريا". وفي مقالة له في صحيفة "شرق" الإيرانية، قال السفير الايراني السابق لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف سيد علي حرّم "إنّ فعاليات موسكو في سوريا، وتعاونها مع أنقرة إلى جانب تهميشها لطهران يؤكّد أنّ موسكو لا تأخذ إيران على محمل الجد". من جانبه قال البروفسور الدكتور نعمت أحمدي عضو الاستاذ في كلية الحقوق بجامعة طهران في مقالة نشرها أحد مواقع الانترنت "تركيا تحمّلت وما زالت تتحمّل عبء الحرب السورية، لكن أين إيران؟ وأين المدافعين عن القبور المقدسة؟ هل فقدوا أرواحهم كي تكون إيران خارج طاولة المحادثات السورية"؟ وتساءل أحمدي عن دور إيران والرئيس السوري بشار الأسد في اتفاق وقف إطلاق النار المعلن في سوريا، مؤكّداً على أن الاتفاق حصل بضمانة تركية روسية فقط". وأعلنت طهران بوضوح أن ميليشيات حزب الله لن تخرج من سوريا، فيما يعتبر أول موقف رسمي واضح من هذه المسألة منذ الاتفاق الأخير بين روسيا وتركيا. وقد جاء الإعلان الإيراني على لسان علي أكبر ولايتي، المستشار الأول للمرشد الإيراني علي خامنئي، الذي قال إنه بالرغم من اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، فإن حزب الله لن يخرج من هذا البلد. وتقول تركيا ان الاتفاق مع روسيا يشمل انسحاب جميع الميليشيات الأجنبية من سوريا بما فيها حزب الله. ويبدو أن صدور الموقف من الشخصية القريبة من المرشد يعد ضرورة لحزب الله نفسه الذي تخوّفت أوساطه في الأيام الأخيرة من احتمالات صفقة قد تطيح بنفوذه في سوريا. ووصف ولايتي خروج حزب الله من سوريا بعد اتفاق وقف إطلاق النار، بأنه "دعاية الأعداء". وفي رده على سؤال حول "تجاهل روسيا لمصالح إيران في سوريا"، سعى ولايتي إلى التأكيد على أن بلاده تواصل التنسيق مع موسكو حيال سوريا. إلا أن مراقبين في العاصمة الروسية رأوا في موقف مستشار خامنئي حول بقاء حزب الله في سوريا رسالة واضحة إلى الطرف الروسي تهدف إلى تلغيم الطريق نحو أستانة بشروط استباقية تأخذ بعين الاعتبار ما تمتلكه إيران من نفوذ ميداني منتشر على كافة الجبهات السورية. وجاء الموقف الإيراني الجديد بعد أيام على زيارة المسؤولين السوريين وليد المعلم وعلي مملوك إلى طهران. وأشار مستشار خامنئي إلى أن "مستقبل سوريا ومفاوضات السلام ستعقد في محور الحكومة السورية وأصدقائها". وقالت مصادر دبلوماسية روسية انها لم تفهم تصريحات ولايتي في أنه "لن يكون هناك مكان للجهات التي تبادر إلى تسيير محادثات السلام خارج إطار حكومة هذا البلد وإرادة شعبه". ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ اعتبارًا من الجمعة الماضية بعد موافقة النظام السوري والمعارضة، على التفاهمات الروسية التركية. وفي حال نجاح وقف إطلاق النار، ستنطلق مفاوضات سياسية بين النظام والمعارضة في أستانة عاصمة كازاخستان قبل انتهاء يناير/كانون الثاني الجاري.