على وقع عام مضى على منطقة الشرق الأوسط، ملىء بالكثير من الاضطرابات، واتساع نطاق الحروب واشتعال الصراعات المسلحة وتزايد معاناة الشعوب، سلطت هيئة الإذاعة البريطانية بى بى سى على أبرز خمس قضايا رسمت ملامح الشرق الأوسط على مدى العام المنصرم ومن المتوقع استمرار تداعياتها فى العام الجديد 2017. تنظيم داعش توقع محللون غربيون سقوط تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـداعش بسهولة بنهاية العام المنصرم، ولكن يبدو أنهم كانوا متفائلين، فالحملة العسكرية العراقية لطرد هذا التنظيم من مدينة الموصل، ثانى أكبر المدن العراقية، قد توقفت، ونقلت الـبى بى سى عن تقارير أمريكية إن العملية العسكرية تواجه صعوبات ويجرى القتال من منزل لمنزل كما تزايدت خسائر القوات الحكومية حتى أن الفرقة الذهبية، الأكثر احترافية والتى تدربت على يد الجيش الأمريكى، منيت بخسائر بلغت 50% من قوتها، وأكدت القوات العراقية أنها ستركز على القصف المدفعى والضربات الجوية، لكن هذا سيؤدى إلى قتل المزيد من المدنيين، الأمر الذى سيصب فى صالح تنظيم الدولة مع بداية العام الجديد. حلب بعد نجاح القوات الحكومية السورية مدعومة بقوات روسية وإيرانية وعناصر حزب الله اللبنانى فى حسم معركة حلب والسيطرة على المدينة بالكامل وإجلاء المعارضة المسلحة عنها. فإن هذا التطور لا يعنى بالضرورة انتهاء الحرب، بل هو مجرد مؤشر على أن الحرب السورية دخلت مرحلة جديدة مع بداية عام2017، ويأتى هذا فى وقت لا يزال يتزايد فيه الأمل على اتفاق وقف إطلاق النار ليكون تمهيدا لمحادثات سلام حقيقية، وإذا لم يحدث هذا فإن المزيد من السوريين سيلقون حتفهم وستستمر الحرب فى تصدير الأزمات والعنف. اليمن عانى اليمن لسنوات من الحرب والفساد والإهمال ثم جاءت الحرب الدائرة حاليا بين ميليشيات الحوثى والتحالف الذى تقوده المملكة العربية السعودية لتدفع البلاد إلى كارثة جديدة، ويشهد الوضع فى اليمن مزيدا من القسوة عندما نشاهد أغنى دولة بالمنطقة تضرب أفقر دولها بمساعدة الولايات المتحدة وبريطانيا، ومع ذلك، لا تزال السعودية بكل قوتها العسكرية الهائلة غير قادرة على القضاء على المتمردين الحوثيين حتى الآن، ما يعنى استمرار القتل والبؤس فى اليمن خلال العام الجديد. الشباب تتميز التركيبة السكانية فى الشرق الأوسط بوجود نسبة كبيرة من الشباب بين سكان المنطقة، ما يجعلها أحد أكبر التكتلات السكانية الشابة فى العالم وتصل نسبة من هم دون سن 30 عاما إلى نحو 60% من إجمالى عدد السكان، وتسبب شعورهم بالإحباط والغضب إلى اندلاع انتفاضات فى المنطقة منذ عام 2011. فى الوقت الذى تمر فيه بعض الدول بأزمات اقتصادية عاصفة وتهميشا للشباب، سعت دول أخرى إلى تنفيذ خطط اقتصادية طموحة لتنويع مصادر الدخل والأنشطة الاقتصادية، ولكن هناك مخاوف من أن يزعزع الاصلاح عرش أنظمة حاكمة فى المنطقة. القضية الفلسطينية توارت أخبار الصراع الفلسطينى الإسرائيلى إلى حد كبير فى العام الذى مضى، بسبب أنباء الاضطربات والأزمات التى تضرب بقية دول المنطقة، لكن تراجع الاهتمام بما يجرى بينهما لا يعنى أن القضية تلاشت تماما. فما تزال هى السبب الرئيسى لكل الكراهية المتبادلة والدمار الذى تشهده الأجيال المتوالية. ولا يزال هذا الصراع يحتفظ بالقوة المؤججة للغضب فى نفوس الناس الذين لم يزوروا القدس. وهناك قناعة مؤكدة فى الشرق الأوسط أن هذا الغضب سيشتعل يوما ما.