المرأة عندما تُحب قد تحمل معها آمالاً عريضة، وعندما تنكسر من داخلها فقد تحاول أن تخفي معها أجمل الأمنيات، وتعمل على الانصهار مع ذاتها؛ كي تشعر بالدفء الناجم عن غياب الفكر في وجدانها، وتنتظر عودته إلى مجرى حياتها؛ لتملأ عينيها بالدموع، وتسمو بها إلى مسافات قريبة من إحساسها تجاه الآخرين. أما الرجل الذي لا يأبه لمشاعرها فقد تجعل منه نموذجاً للتأويل في سياق الشوق والحنين إلى مكون الذات الباحثة عن الحقيقة. ولذلك مع قدوم عيد رأس السنة الميلادية الجديدة، فيمكن أن يصارحها بذلك المكنون الذي يزحف نحو الأفق؛ ليصل إلى أشواق "المحب"، وحنين "العاشق"، ويقترب معها إلى حالة التصالح المرئي عبر قناديل "الضوء القادم من الأعماق"، لتكون معه لحظة انسيابية مع أروع مشاهد التلاقي بين الرؤية والروح والجسد، الذي يغمرها بلحظات أخرى من العناق الأبدي. من هنا نصل إلى ذاكرة التاريخ الشفهي للكلام المسافر عبر الأثير، ومن خلاله ننسج أغاني الذكريات في الزمن الجميل، وتكون فيها العصافير الملونة تعزف أعذب الألحان لمشاعر إنسان يدرك نعمة الله في الكون، ولينظر في آماله وتطلعاته ما بين الحيرة واليقين، وما بين التلازم بين الأفكار والمسافات التي ترسم الطريق المؤدي إلى ناصية الصدق الذي قد يتأرجح بين الصواب والانتظار؛ لتدنو من خلال هذه الثنائية إلى آيات الشكر للمولى - عز وجل - على نعمه، وفضائله التي تدوم، وتبقى لتمحو الذكريات السيئة، ونستقبل من خلالها عام جديد، وسنة جديدة، تواقة إلى بث الطمأنينة للذات والنأي بها عن هموم الدنيا ومنغصات الحياة، حينها لا تستقيم الحياة إلا بحالة التمازج الثقافي بين ما نريد، وما نستطيع إليه؛ كي نزيل عن النفس غبار التوقعات السيئة، التي قد تعطل الإمكانات، وتُشرد الذهن في متاهات اللاوعي، وتعبر على ضوئها إلى شفافية الروح، وراحة البال، التي قد يكون لحالة التمازج تلك دور هام في صناعة التجلي لمواجهة المشكلات والتحديات التي تصغي إلى الكلمات النقية التي تعزز من الإدراك لقيمة الأشياء والإنسان، التي تُشكل مفتاحاً سحرياً لعجلة الحياة ودولاب الزمن، كعازف الكمان الذي نصغي إلى ألحانه دون أن نشعر بأن عاماً يمضي وآخر آتٍ؛ ليستمر الإيقاع عبر صدى تلك الألحان، ونستطيع من خلاله أن نقيم أنفسنا، وأن نعمل على إعادة أنسنة ذواتنا، إذا ما تطلب الأمر ذلك، والنأي بها عن كل ما من شأنه أن يعكر صفو التلاقي بين الذات ومكوناتها، والتأمل في مساراتها، التي تعبر عن مشاعر الآخر بسماع صدى الكلمات المنبثقة عن القلوب المضيئة والعقول المستنيرة، في مدارات "الفكر" وأيقونة "المعرفة". وكل تلك المسارات قد تنبئ بمزيد من التفاؤل والأمل، الذي يدون في كراسة الأطفال في رسوم وألوان زاهية، وقريبة مما نصبو إليه؛ ليعلن عن موسم جديد، مليء بالفرحة والبهجة، وقد يدنو من الأنغام الحزينة التي قد يعبر طيفها في لحظات عابرة، وقد تثير الضحك والبكاء في آن واحد، ولذلك تظل القيمة المتأصلة في ذواتنا هي من تقودنا إلى البوح بمشاعرنا المكبوتة تحت وطأة "جدار الوهم"، وحائط "الذكريات"، الذي يعزل الذات عن جوهرها، وينسج خيالات وأحلاماً وردية، وقد تكون مجرد أحلام يقظة، أو أنها انعكاس لكوابيس لأحلام مزعجة تؤرق الشاكي والباكي على حد سواء؛ كي تعزز من النيات الصادقة، أو تكبح جماح النيات المضمحلة في هواجس الشك والريبة، من مآلات الفكر السائد في ضمائر بعض البشر، ومنها تكون دعوة للتأمل، والتمعن في أقوالنا وأفعالنا؛ كي نرسو على شاطئ الود والاحترام؛ لنجمع محارات قيم التآلف والتلاحم والتراحم والمحبة. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.