يقول أحدهم: قبل الزواج كنت شخصاً عادياً مغموراً قانعاً، لكن في الشهور الأولى من الزواج انتابني إحساس بأني أقل مكانة من زوجتي، ربما لكوني موظفاً بسيطاً وهي من أسرة ميسورة الحال، الحقيقة لم تُشعرني يوماً بالدونية، لكن تملَّكني هاجس بأن يأتي يوم تتجاهلني فيه وتنتقص من قيمتي، وربما تتخلى عني، ما دفعني لسلوكيات وتصرفات استعذبتها لكونها رفعت قيمتي ومكانتي لدى زوجتي، أو هكذا توهمت! تكالبت عليَّ الديون وسلكت طرقاً مغلوطة وغير مشروعة في عملي من أجل توفير مزيد من المال فقط لأُشعِرها بأني شخص وجيه، أما عن العلاقات، فكنت دائماً أتباهى بشبكة علاقات مع عِلية القوم، لدرجة أني كنت إذا تصادف وجودنا أنا وزوجتي في الأماكن العامة أو المطاعم وواجهت أي شخص يعرفني وبادر بالسلام قلت لها هذا مسؤول رفيع، بينما هو موظف عادي مثلي أو أقل، لقد عِشت دور المسؤول المتنفذ بكل تفاصيله ونسيت أني أجسِّد (فشخرة) كذابة لا بد أن تنكشف، وفعلاً بعد مُضي خمس سنوات أنهكتني الديون وملاحقة أصحابها وافتضح تلاعبي في العمل وكِدت أُفصل من عملي، أما زوجتي فهي الأخرى بدأت تشك في تصرفاتي، فذات مرة توقفنا عند إحدى (البقالات) لشراء غرض، ناسياً أني كنت تسلَّفت منه واستدركت بسرعة وإذا به يترجَّل صوبي متهكماً استطعت الفكاك، ولما سألتني زوجتي ماذا يريد منك؟ قلت وبكل تبجح يريد مني (نقل كفالة!) وقِس على ذلك كثيراً من المواقف المحرجة. في نهاية الأمر افتضح أمري عند زوجتي. وأنصح الجميع بعدم الفشخرة الكذابة، فأن تعرف الزوجة وضع زوجها الحقيقي أفضل بكثير من التصنُّع وإيهامها بوضع مزيَّف، فهذا هو الانتقاص بعينه.