من أعلى جبل كورك قرب أربيل في شمال العراق يمتزج صوت الكريات الثلجية المتفجرة بالضحكات الممتزجه بالسعادة. وعلى النقيض من المتفجرات التي تُستخدم في هجوم الجيش في الموصل المجاورة تنطلق هذه الكريات المبهجة في منتجع فاخر للتزلج. ويضم المنتجع الذي افتُتح في عام 2013 منحدرات براقة للتزلج والكثير من المطاعم والمعالم الترفيهية الجذابة. وكان للمنتجع شعبية لدى العراقيين والأكراد الذين يسعون للاستجمام في أجواء ثلجية. ولكن عندما استولى تنظيم الدولة على مساحات واسعة من العراق في عام 2014 توقفت الأنشطة في المنتجع. وقال توفيق شيخاني، مستشار رئيس مجموعة شركات كورك: «مجيء داعش وعدم الاستقرار في المنطقة أثر على السياحة بشكل عام خصوصاً في نهاية سنة 2014 و2015 بكامله.. ولكن الحمد لله والشكر بعد أن استتب الأمن بهمة قوات البشمرجة والقوات العراقية.. وإبعاد داعش في هذه المنطقة وعدم خطورتهم على هذه المنطقة.. رجعت السياحة إلى سابق عهدها». وفقد تنظيم الدولة منذ ذلك الحين الكثير من الأراضي التي كانت تسيطر عليها، وذلك بفضل عملية تدعمها الولايات المتحدة قادت إلى طرد المتشددين من المدن الرئيسية بما فيها الفلوجة والرمادي وتكريت. وأوضح شيخاني أن المكاسب الأخيرة التي حققتها قوات الجيش والبشمركة الكردية في الموصل آخر معقل للدولة الإسلامية نشطت العمل في المنتجع. وكثير ممن يزورون المنتجع هم من وسط وجنوب العراق وهي مناطق لا تتساقط فيها الثلوج عادة. كما يزوره البعض أيضاً من تركيا وإيران المجاورتين. وقال رجل كان قد فر من منطقة الأنبار عندما عندما سيطرت عليها تنظيم الدولة إنه وأسرته كانوا بحاجة شديدة لهذه العطلة. وقال براق المهمدي المهجر من محافظة الأنبار: «بعد ما صار التهجير ودخلوا داعش لمناطقنا.. يعني صار قتال وما قدرنا نستمر هناك.. انتهت العيشة هناك.. فاضطررنا نطلع لغير مناطق. التجأنا لكردستان لأن هي مكان به أمان وراحة». وأضاف: «مكان جديد بالنسبة إلنا.. ما شايفين إيشي أجواء ولا إيش ثلوج.. ويعني هيك مكانات ترفيه. شي جديد وحبينا نزورها وما نفوت هي الفرصة.. أخذنا اجازات من شغلنا بهاي الأيام حتى نيجي لهاي المكانات.. وما نفوت هي الأيام.. هي مرة بالعمر». ويأمل مسؤولون في المنتجع في أن يؤدي إلحاق الهزيمة الشاملة بتنظيم الدولة في العراق إلى تعزيز السياحة وهي ثالث أكبر صناعة في منطقة كردستان بعد النفط والزراعة.;