ثلاثة أسماء ذكرها مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك كمرشيحن محتملين لقيادة الأبيض في حال رحل محمد حلمي عن مقعد القيادة في الجهاز الفني. من بين تلك الأسماء يبرز اسم باتريس كارتيرون باعتباره صاحب تجريبة مميزة وقريبة إلى الأذهان مع الكرة المصرية عندما قاد وادي دجلة بين منتصف الموسم الماضي وبداية الموسم الحالي. المدرب الفرنسي ذوالـ46 عاما والذي سبق وأن كان هدفا للأهلي والزمالك بعد النجاحات التي حققها في موسمه الأول في مصر، في جعبته وملفه الشخصي ما هو أكثر من الحصول على المركز الرابع في الدوري المصري. تجربة فرنسية وتألق إفريقي عندما قرر كارتيرون مدافع كان ترك الملاعب جاء قراره تدريجيا. في 2007 عمل كمدرب إلى جوار دوره كلاعب قبل أن يعتزل صيف ذلك العام ليتولى مسؤولية تدريب الفريق في الموسم التالي. استمر كارتيرون حتى صيف 2009 مدربا لكان قبل أن يرحل إلى ديجون الذي قضى معه أطول فترة في مسيرته التدريبية. ثلاثة أعوام في ديجون انتهت بهبوط النادي إلى دوري الدرجة الثانية الفرنسي ليرحل كارتيرون ووجهته هذه المرة إلى القارة السمراء. الاتحاد المالي لكرة القدم اختار كارتيرون لقيادة رفاق سيدو كيتا في مهمة البحث عن إنجاز لم يتحقق بعد، الفرصة كانت كأس أمم إفريقيا في نسخة جنوب إفريقيا 2013. تسع مباريات قاد فيها المدرب الفرنسي منتخب النسور، نجح في الصعود إلى المونديال القاري ووصل لنصف نهائي المسابقة قبل أن يتلقى هزيمة قاسية بأربعة أهداف مقابل هدف على يد نيجيريا ويكتفي بالمركز الثالث. لم يكن إنجازا لمالي التي نجحت في الوصول لنفس النقطة في النسخة السابقة. مازيمبي الكونجولي كان يراقب الموقف، في مايو 2013 قرر التعاقد مع كارتيرون بعد فشل الفريث في الوصول لدور المجموعات من دوري أبطال إفريقيا. نجح الفرنسي في قيادة الكونوجوليين إلى وصافة كأس الكونفدرالية في أول مواسمه قبل أن يقصي الزمالك من دور المجموعات في جروي أبطال إفريقيا 2014 لكن مسيرة مازيمبي توقفت عن دور الأربعة وأمام وفاق سطيف الجزائري. نسخة 2015 كانت العلامة المميز لسجل كارتيرون التدريبي حيث قاد مازيمبي للقب الخامس له في دوري الأبطال بعد مسيرة رائعة تخطى فيها ماميلودي صنداونز وستاد مالي وسموحة والهلال والمريخ والمغرب التطواني وأخيرا اتحاد العاصمة الجزائري ليتحول مازيمبي إلى اليابان للمشاركة في كأس العالم للأندية. الفريق الذي حقق وصافة اللقب العالم قبل خمسة أعوام لم يكن يرضيه أقل من محاولة الوصول للإنجاز ذاته، الخروج بهزيمتين متتاليتين أمام هيروشيما ممثل البلد المضيف وكلوب أمريكا بطل الكونكاكاف أدت إلى رحيل كارتيرون عن الكونجو. أن تجلب مالودا إلى القاهرة ماجد سامي رئيس وادي دجلة لم يضيع فرصة وجود بطل القارة بدون عمل، في يناير الماضي وقع كارتيرون عقد انتقاله إلى النادي القاهري. والمهمة كانت بحسب كلمات كارتيرون نفسه هي ابعاد شبح الهبوط عن الفريق. رحل حمادة صدقي عن دجلة بعد جمع 11 نقطة من 12 مباراة في دوري 2015/2016، كارتيرون أمام مهمة صعبة. الفرنسي قاد دجلة خلال 18 مباراة في كل المسابقات فاز 11 مواجهة وتعادل خمس مرات وهُزم مرتين فقط. ونجح كارتيرون في الارتقاء بفريقه الجديد في جدول ترتيب الدوري بقوة بعدما جمع 35 نقطة من أصل 48 ممكنة. أحد الأسباب التي دعمت الثقة بين جدران دجلة هو التعاقد مع نجم دولي بحجم فلوران مالودا. زميل زين الدين زيدان السابق في منتخب فرنسا وبطل دوري أبطال أوروبا مع تشيلسي صديق لكارتيرون ووافق على عرضه بالقدوم إلى القاهرة واللعب لدجلة. أثر مالودا لم يكن فقط معنويا أو دعائيا، فالفرنسي صنع ثمانية أهداف وسجل ثلاثة بنفسه في 18 مباراة لعبها بقميص دجلة. كيف يلعب كارتيرون يفضل المدرب الفرنسي اللعب بطريقة 4-2-3-1 ولعب بها تقريبا مع معظم الفرق التي دربها، نسبة فوزه بالمباريات تقدر بـ40.8%. ولم يتولى كارتيرون تدريب أي فريق بعد الرحيل عن دجلة. دولاب بطولات الفرنسي يضم دوري أبطال إفريقيا ولقب الدوري الكونجولي في مناسبتين وكأس السوبر الكونجولي، وكلها جائت مع مازيمبي.