تسببت البقع الوردية التي ظهرت قبالة سواحل سيهات بمنطقة القطيف على الخليج العربي، في حالة من الخوف والهلع لدى المواطنين، خاصة بعد تسبب تلك البقع في نفوق العديد من الأسماك. "عاجل" حاولت الوصول لتفسير علمي لهذه الظاهرة، وتحدثت إلى مختصين في كلية علوم البحار، الذين أكدوا أن تفسير تلك الظاهرة يحتاج للوقوف ميدانيًّا على المنطقة ذاتها لمعرفة العوامل الخارجية المحيطة بها، إضافة إلى ضرورة أخذ عينات من ذات البقع، وإخضاعها للتحليل المخبري، للوصول للسبب الحقيقي، والتفسير العلمي لها. وقال الدكتور سالم الحربي، عضو هيئة التدريس بكلية علوم البحار في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، إن ما حدث يفسر تفسيرًا مبدئيًّا بحدوث ظاهرة المد الأحمر، وهي ظاهرة طبيعية بيئية تحدث بسبب ازدهار مؤذٍ لنوع أو أكثر من العوالق أو الطحالب النباتية في مياه البحار، مما يسبب تغير لون المياه بشكل واضح. وأضاف "في معظم الوقت يتغير اللون إلى الأحمر، ولكن قد يتراوح لون المياه ما بين البني، والبرتقالي، والأصفر الفاتح، والأخضر، والوردي؛ حيث يعتمد اللون الناتج على التلوين الموجود في هذه العوالق، والذي يعود للصبغة الموجودة في الطحالب، والتي تستخدم لتجميع ضوء الشمس؛ إذ للطحالب المختلفة صبغات متنوعة لا تقتصر على اللون الأحمر فقط". وتابع: "أن تغير لون المياه ليس دلالة على ظهور المد الأحمر؛ حيث إن تغير اللون قد يحدث لأسباب أخرى مثل التلوث الكيمائي أو العضوي، ولا يسمى تغير اللون لأسباب غير العوالق النباتية بالمد الأحمر". وعرف الجربي ظاهرة المد الأحمر علميًّا، بأنها: "ازدهار مؤذٍ للعوالق، حيث إن الظاهرة في الحقيقة لا علاقة له بالمد"، مؤكدًا أنها تسبب تسممًا شديدًا في المياه، إضافةً إلى الكثير من الأخطار الأخرى، وتعتمد السموم على نوع الهائمات؛ حيث إن هناك سمومًا تؤثر على الجهاز العصبي للأسماك. وأردف: أن هناك سمومًا لها تأثير على الإنسان إذا تناولها تسبب الإسهال الشديد، إضافة إلى أن بعض هذه السموم تتسبب في شلل الأعضاء اللا إرادي إذا ما تناوله من خلال (المحاريات)، مرجعًا ذلك إلى قدرة المحار على تركيز هذه السموم، على الرغم من أن المحار نفسه لا يتأثر بسموم العوالق النباتية، ولكن إذا تناول الإنسان هذا المحار السام فإنه قد يصاب بالشلل التام، أو بتأثير واضح على العين، أو الوفاة. وقال: المد الأحمر ظاهرة تتعرض لها معظم الشواطئ في مختلف المناطق البحرية، وهي في العادة تبقى كحد أقصى لمدة ثلاثة أيام، ولكن إذا ما وجدت بيئة مناسبة لها مثل مخلفات المصانع والمجاري وغير ذلك فإنها تبقى نشطة لفترات طويلة قد تصل لأسابيع. كما شدد الدكتور الحربي على وجوب اتخاذ إجراءات احترازية إلى حين الوصول لتفسير علمي لظاهرة البقع الوردية، داعيًا الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، وكذلك حرس الحدود؛ إلى منع ممارسة السباحة والصيد، حفاظًا على أرواح المواطنين والمقيمين.