تعرضت بغداد وعدد من المدن الأخرى لسلسلة هجمات ظهر أمس، خلّفت عشرات القتلى والجرحى، فيما ساد الغموض الأوضاع داخل الفلوجة، بعد استعراض تنظيم «داعش» قوته العسكرية للمرة الأولى وسط المدينة، بعدما كانت العشائر تنفي وجوده، وتؤكد أن المسلحين من أبنائها. إلى ذلك، أفادت مصادر أمنية بأن العشرات سقطوا بين قتيل وجريح في تفجيرات متزامنة طاولت بغداد وبابل وواسط وكربلاء، في إطار تصعيد أعمال العنف التي يشهدها العراق منذ أكثر من عام. (راجع ص 2) وتأتي الهجمات بالتزامن مع اقتراب انطلاق الحملات الانتخابية المقررة نهاية نيسان (أبريل) المقبل، فيما شكك زعيم «القائمة العراقية» أياد علاوي بإجرائها في هذا التاريخ، بسبب الاضطرابات الأمنية في محافظة الأنبار. وأبلغ مصدر من داخل الفلوجة «الحياة» أمس، بأن مسلحي «داعش» نظموا قبل يومين استعراضاً عسكرياً وسط المدينة، للمرة الأولى منذ سيطرتهم عليها مطلع العام الحالي، فيما واصل الجيش قصف مواقع التنظيم. وأوضح المصدر أن «عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام نظموا استعراضاً عسكرياً بسيارات الدفع الرباعي وأسلحة خفيفة ومتوسطة»، وأشار إلى أن التنظيم أكد انتقاله إلى وسط المدينة، بعدما كان يرابط على أطرافها ويترك مسلحي العشائر في داخلها. وأضاف أن مسلحي «داعش» يواصلون «تفخيخ المدينة والطرق الرئيسية، استعداداً لمواجهة أي هجوم يعده الجيش لاقتحام المدينة من ناحية الجنوب». ولفت إلى أن «قوات الأمن واصلت أمس قصف معظم الأحياء الجنوبية للمدينة، ما أدى إلى جرح أربعة أشخاص، فيما يطلق المسلحون قذائف الهاون على معسكري المزرعة وطارق التابعين للجيش». وجاءت هذه التطورات، فيما أكدت المعلومات من الأنبار أن السفارة الأميركية تدخلت في الصراع، مقترحة سحب الجيش إلى معسكرات بعيدة من المدن، وتطويع أبناء العشائر في القوى الأمنية، إضافة إلى تشكيل قوات حماية ذاتية. ولا يستبعد المراقبون أن يكون استعراض «داعش» رداً على الجهود التي يبذلها أطراف عشائريون وسياسيون لحل الأزمة سلماً، خصوصاً أن التنظيم حاول خلال الشهور الثلاثة الماضية الإيحاء بعدم فرضه السيطرة على الفلوجة. العراقداعشسوريا