سارع وزير البترول المصري طارق الملا إلى نفي ما تردد عن نبأ اعتزامهزيارة إيران لإبرام اتفاقيات نفطية جديدة بعد تعليق السعودية اتفاقاتها النفطية مع القاهرة الشهر الماضي. وقال الملا في مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة الإماراتية اليوم الاثنين "لن نذهب لإيران" مكررا بذلك نفيوزارته صحة ما تردد بشأن زيارته لطهران، وقالت الوزير إنه توجه إلى أبو ظبيللمشاركة بأعمال المؤتمر الدولي للطاقة الذي تبدأ أعماله اليوم الاثنين. وجاء نفي الوزير والوزارة بعد أن ذكرت وكالات أنباء غربية ووسائل إعلام دولية مساء أمس أن الملا قصد طهران أمس في زيارة نادرة لطهران، بعد تسعة أيام من زيارة مشابهة إلى العراق لبحث تأمين إمدادات نفطية لبلاده عقب وقف الرياض إمداداتها النفطية. ونقلت الوكالات -عن مصادر مطلعة كانت في وداع الملا بصالة كبار الزوار بمطار القاهرة- أن الوزير يصطحب ثلاثة من كبار مساعديه، وسيبحث خلال زيارته لإيران مع عدد من كبار المسؤولين هناك إمكانيات التعاون بينالقاهرةوطهران وإمكانية تزويد مصر باحتياجاتها من مشتقات البترول. وكان الملا قد قام بزيارة رسمية للعاصمة العراقيةبغداد يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي للغرض نفسه. في وقت دعا نظيره العراقي جبار علي اللعيبي قبل أيام من الزيارة الشركات المصرية للمشاركة بالعقود الاستثمارية النفطية، وشدد على ضرورة تعزيز التعاون وتطويره بالقطاع النفطي والغازي. أما رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي التقى الملا في بغداد، فقال إنبلاده "تطمح في تكوين شراكة مع مصر في مجال النفط والطاقةوالغاز، من خلال فتح آفاق جديدة للعمل بين شركات البلدين". وتأتي تحركات القاهرة والتصريحات العراقية بعد تعليق الرياض إمداداتها النفطية لمصر. وقال المتحدث باسم "البترول" المصريةفي وقت سابق أمس إن السعودية لم تُرسل شحنات الوقود الخاصة بـنوفمبر/تشرين الثاني الحالي ولم تبلغ مصر بموقف تلك الشحنات البالغة سبعمئة ألف طن شهريا لسد احتياجات السوق المحلية من الوقود. وأوضح المتحدث المصريأنشركة أرامكوالسعودية "دأبت خلال الشهور الماضية على إبلاغ مصر بموعد إرسال الشحنات التي كانت ترسلها بحد أقصى في الأسبوع الأول من كل شهر، لكنها لم تفعل هذه المرة تماما مثلما حدث خلال الشهر الماضي". وأشار إلى أن هيئة البترول بادرت بطرح مناقصة عاجلة لشراء سبعمئة ألف طن من البنزين والمازوت بديلا للشحنات السعودية لسد احتياجات السوق، مشيرا إلى أن العقد التجاري بين أرامكو وهيئة البترول لم يتم إلغاؤه بعد. وبدأ توقف أرامكو عن إرسال الشحنات النفطية الشهر الماضي عقب التوتر في العلاقات المصرية السعودية، بعد جملة من المواقف التي اتخذتها القاهرة بالملف السوري ورأت الرياض تناقض توجهاتها في هذا الملف.