* من مكرور القول إن وسائل الإعلام تعد من أهم أدوات تغيير وتعديل الاتجاهات الفكرية والسلوكية للمجتمعات.. وعلى الرغم من تنبه الإعلام مؤخرا لشريحة ذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال ما يقدم عنهم من برامج تليفزيونية وإذاعية وبعض الكتابات الصحفية.. إلا أن تجاهل هذه الشريحة عند وضع الخطط والخدمات الإعلامية لدى أغلب وسائل الإعلام لازال قائما للأسف، بدليل ضعف وركاكة معظم هذه البرامج والوسائل الإعلامية، وتوجه خطابها في الغالب للأسوياء، متجاهلة أنها مطالبة بتلبية الاحتياجات الإعلامية للمعاقين أنفسهم.. فالمعاق كغيره من أفراد المجتمع بحاجة للمعلومة، والخبر، والثقافة، بل وللتسلية والترفيه أيضا. * لا أحد يدافع عن قضية ويفهم خباياها كأصحابها.. وإذا كان يمكن إجمالاً إيجاز الحاجات الإعلامية لذوي الاحتياجات الخاصة في الحاجة الدينية والإخبارية والتعليمية التوعوية بالإضافة إلى الحاجات الترفيهية والتسويقية.. فان أفضل من يمكن أن يخطط ويعد ويقدم هذه الاحتياجات هم أبناء هذه الفئة أنفسهم، فهم أقدر الناس على تفهم الطبيعة النفسية للمعاقين بهدف دمجهم أولاً في البيئة الطبيعية للأسوياء، وحمايتهم ثانياً من المشكلات النفسية والاجتماعية، وتمكينهم في الوقت ذاته من المشاركة المجتمعية بما يتلاءم مع ظروفهم الصحية.. ناهيك عن تكوين الآراء والاتجاهات والتصورات الإيجابية عنهم لدى بقية شرائح المجتمع. * في أي مجتمع، تختلف نظرة الناس تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة باختلاف ثقافات الناس ودرجة قربهم من هذه الفئة.. وهنا يمكن تحديد اتجاهين رئيسيين متباينين -سلباً وإيجاباً-.. أولهما اتجاه إيجابي ينظر إلى ذوي الاحتياجات الخاصة على إنهم فئة أساسية من فئات المجتمع لها من الحقوق ما لنا وعليها من الواجبات ما علينا، مؤمناً بقدرتهم على المساهمة في بناء وتطور المجتمع.. وأبرز ما يميز أصحاب هذا الاتجاه هو النظرة التفاؤلية الإيجابية.. أما أصحاب الاتجاه الآخر فدائماً ما تأتي آرائهم سلبية للأسف، مُتّخذين في ذلك إما منطق النظرة الدونية والرفض الكامل وعدم القبول.. أو منطق الحماية الزائدة ونظرة الشفقة والعطف، حيث يرونهم فئة لا حول ولا قوة لها، وهؤلاء هم من يحتاجون البرامج التثقيفية والتوعوية حول الإعاقة والمعاق. * باختصار.. لابد للإعلام من رفع درجة التفهم لدى أفراد المجتمع تجاه المعاق من خلال توصيل المعلومة الصحيحة عن الإعاقة، وخصائص المعاقين وإمكانياتهم المتبقية.. بالإضافة إلى ضرورة الاهتمام بحاجاتهم الإعلامية من خلال توصيل المعلومات والعناصر المعرفية لهم، وتعريفهم بكل ما يدور حولهم، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال إشراك أبناء هذه الفئة أنفسهم في التخطيط والتنفيذ لهذا الأمر الذي سيسهم إن تم بشكل صحيح في تقبل المعاقين لذواتهم، وتقبلهم للمجتمع، وسهولة اندماجهم فيه، وتفاعلهم الإيجابي معه. m.albiladi@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (61) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain