سؤال مهم وكبير يحتاج إلى إجابة تكون مُقنعة لكل من عرف تاريخ المدرج الملكي الذي مر بمُنعطفات وأحداث كثيرة لكنه بقي أمامها شامخاً قائماً برسالته الأولى، الحضور المهيب والدعم والمؤازرة والنقد المحترم. الأهلي الاسم الكبير وأحد رموز رياضة المملكة العربية السعودية وإحدى الرايات العظيمة التي رفرفت في مناسبات محلية وإقليمية وآسيوية وأحد صُنَّاع الأرقام التاريخية بين أندية العالم، لم يكن لولا أن وقف خلفه عمل من أطراف كثيرة من أهمها مدرجه. يقول الأمير فهد بن خالد إنه لولا هذا الجمهور الكبير منذ 2012 لما كان الفريق فوق منصات الذهب. الحقيقة أن مدرج الأهلي تسيد على طريقته الخاصة ساحة التشجيع وسجل من خلالها نقلة نوعية في الشكل والمضمون ويكفي أن نذكر في هذا الجانب ترديده النشيد مع أعضاء الفريق، مّما أحدث ارتباطاً معنوياً بالفريق دون تجاوز لأهازيجه التي ملأت الآفاق وأصبحت في حناجر الناشئة ومدرجات المنافسين قبل الخليجيين. حقق الأهلي في خمسة مواسم عدداً من البطولات وحقق في موسمه الماضي أرقاماً كثيرة واعتلى منصة التتويج في غير مناسبة وكان شكل وأرقام مدرجه في كل وسائل الإعلام محلية وخليجية وعربية وآسيوية وعالمية. لماذا تراجع مدرج الأهلي عن الحضور؟ وهل لهذا علاقة بحالة التشبع من البطولات، أم أن تذبذب مستوى الفريق سبب؟ أم أن استقالات بعض أعضاء مجلس الإدارة السابقة سبب، أم أن المسألة ليست سوى استراحة محارب؟. لا أحد يعرف السبب الحقيقي وراء تراجع أرقام المدرج الجذّاب، بل إن المكابرة وعدم مناقشة الفكرة خطأ، بل إن الأمر أصبح في حاجة ماسة لدراسة وعناية صُنَّاع القرار في البيت الأخضر. يحضر مدرج الملكي وينافسه مدرج العميد بشكل مختلف عن البقية كماً وكَيْفًا، لكن الأخير يحضر وهو بعيد عن الذهب، فيما يبدو غياب الأول وهو متوشح للذهب محل استغراب. للمدرج المؤثر،عودوا جميعاً إلى المدرج ومارسوا نقدكم الحقيقي وقولوا لتيسير ورفاقه إن الأهلي بطل بكم ومن أجلكم وقولوا أيضاً إن رحلة الثلاثية كُنتُم وقودها الأول وإن هتافاتكم وأهازيجكم أوصلت للهدف الأهم. قولوا لكل من يرى ويسمع إن الأهلي أولاً وثانياً وثالثاً وإن كل تفاصيل الفرح بدأت بدف وطار وحنجرة وإنكم كبار وصنعتم التغيير والتاريخ الحديث وقولوا إن الأهلي فعلاً ملك جمهوره.