تحقيق: رند حوشان حذر أطباء أمراض وجراحة العيون في أبوظبي من الاستخدام العشوائي للعدسات اللاصقة وعدم الالتزام بإجراءات السلامة والوقاية عند وضعها، مؤكدين أن العديد من الحالات تعرضت لمضاعفات شديدة بسبب سوء استخدام العدسات اللاصقة. كشف عدد من أطباء العيون عن أن ما بين 5 إلى 10 حالات تحتاج سنوياً إلى زراعة قرنية جديدة، نتيجة التقرحات التي تحدث على سطح القرنية بسبب الاستخدام الخاطئ للعدسات اللاصقة، سواء كانت البديلة للنظارات الطبية أو التجميلية. يجهل العديد من مستخدمي العدسات كيفية استعمالها والطرق الصحيحة التي ينصح بها الأطباء، وهي الالتزام بمدة الاستعمال والتعقيم وغسل اليدين جيداً قبل ملامسة المستخدم لها ووضعها داخل العين، وطريقة إخراجها من العين، حيث يقصّـر البعض في إعطاء العين حقها في الراحة والحصول على الأكسجين المطلوب والذي هي بحاجة إليه. ميزات إضافية انتشرت ظاهرة استخدام العدسات اللاصقة، خلال مدة زمنية قصيرة؛ حيث إن نسبة الإقبال على شرائها من قبل مستخدمي العدسات تصل إلى 80%، وخصوصاً بين السيدات والفتيات، حيث يفضلنها عن النظارات الطبية لما تغيره في الشكل والمظهر العام، وتشكل نسبة إجمالي البيع السنوي للعدسات 50%. ويظهر أن العدسات اللاصقة تعطي للمستخدم نفس الهدف الذي تعطيه النظارات الطبية، فهي تقدم رؤية أفضل من النظارات وخصوصاً مع درجات النقص العالية جداً؛ إذ تمتاز أيضاً بأنها خفيفة وغير مرئية، وتساعد وبشكل كبير على ممارسة الرياضات بكل أريحية ويسر، أما العدسات غير الطبية فتكون ملونة عن قصد لتغيير شكل العيون. الخليج التقت عدداً من المختصين الذين أوضحوا جوانب عديدة من الأضرار التي من الممكن أن تخلفها العدسات اللاصقة وراءها، واستخداماتها الخاطئة وكيفية المحافظة عليها لتبقى نظيفة وخالية من الجراثيم والبكتيريا، بالإضافة إلى أنهم كشفوا الكثير من صور الحالات المتضررة، بسبب عشوائية استخدام هذه التقنية الحديثة. أضرار الدكتور صالح سيف استشاري جراحة العيون وأستاذ زراعة القرنية في أبوظبي يقول: إن الاستخدام المزمن للعدسات وتركها أثناء النوم يؤديان إلى حدوث تهيج سطح العين، وبروز شرايين داخل سمك القرنية في الأطراف الخارجية لها، كما تحدث تقرحات على سطح القرنية ربما تؤدي إلى الاحتياج إلى زراعة قرنية جديدة. وأضاف: يجب على مرتدي النظارات زيارة الطبيب؛ لإجراء الفحوص اللازمة، والتأكد من إمكانية ارتدائهم العدسات البلورية الصغيرة، لتفادي الإصابة بالمخاطر التي تسببها، وبناء على هذه المضاعفات يتم استئصال الجراثيم والصديد الذي تكوّن في القرنية نتيجة التقرح والاستخدام الخاطي، كما يمنع منعاً باتاً تركها خلال النوم، حيث تزيد احتمالية تقرح القرنية بنسبة 20 ضعفاً، مقارنة بمن يرتدي العدسة ولا ينام بها، أي أن كل عشرين مريضاً يصاب بتقرح القرنية 19 حالة منهم ينامون بالعدسة. فحص مناسب وأشار الدكتور عثمان بشناق، مختص البصر والعدسات اللاصقة، إلى أن العدسات يجب أن توصف من قبل طبيب العيون أو مختص عدسات لاصقة متمرس، ليتم صرفها وفقاً للقياس المناسب؛ حيث يحرص البعض وخاصة النساء على إبراز جمال العين وشكلها؛ إذ تعتبر بديلاً للنظارات الطبية، مضيفاً أنها تقدم الرؤية الأفضل والأوسع من النظارات، وخاصة في الدرجات العالية، فهي الأكثر ملاءمة للأنشطة الرياضية، وأقل تأثراً بالطقس الرطب، لأنها لا تعتم بالبخار كما يحدث مع النظارات. أنواع مختلفة أوضح أن أنواعها تختلف بين الدول، وأن النسبة العظمى من العدسات المستخدمة هي العدسات المستبدلة إما يومياً أو أسبوعياً أو شهرياً، حيث ثبت علمياً أن أفضل الطرق للحفاظ على صحة العيون والشعور الدائم بالراحة هو تغيير العدسات على فترات منتظمة، واستبدالها بأخرى معقمة، قبل أن تتكاثر الرواسب عليها والتي قد تسبب تهيجاً للعينين، بالإضافة إلى أنها يتوافر فيها الكثير من الفوائد والمزايا. وأشار إلى أن ثباتها المستمر يوفر رؤية واضحة ووقاية من الأشعة فوق البنفسجية، أما بالنسبة لفحص البصر فيجب إعادة الفحص بحد أقصى سنة قبل فترة البلوغ، أما بعد البلوغ فمرة كل سنة أو سنتين. نصائح نوه بأنها تعتبر آمنة في استخدامها، ولكن يجب التعامل معها بشكل صحيح، وخاصة عند الإمساك بها؛ حيث يجب غسل اليدين جيداً مع تنظيف علبة العدسات بشكل منتظم، وغلق صندوق محلول تنظيف العدسات جيداً، وعدم تركه مفتوحاً أو معرضاً للجو، فبهذا تنشط البكتيريا وتسبب إصابات بالغة بالعين؛ لأن العين عضو حساس في الجسم، ويجب عدم ارتدائها في حال وجود التهابات أو احمرار أو إجهاد، مع الانتباه إلى وضع العدسات قبل وضع مستحضرات التجميل المضادة للماء، مشيراً إلى أنه يستحب ارتداء النظارات الشمسية؛ لحماية العين من دخول أي مادة غريبة. العيوب الانكسارية وقال الدكتور إيهاب إسماعيل الأعرج، استشاري طب وجراحة العيون، إن العدسات تعتبر بديلاً مناسباً وجميلاً ومريحاً، بل وقد تكون الحل الوحيد للتخلص من النظارات في حالات كثيرة، خاصة أنها تعمل على تصحيح كل العيوب الانكسارية مثل طول وقصر النظر، وكذلك انحراف القرنية (الاستيجماتيزم)، مشيراً إلى أنه يوجد نوعان: اللينة وهي الأكثر شيوعاً لسهولة التعود عليها والشعور بالراحة أثناء ارتدائها وتشكل تقريباً 80%، أما الصلبة فتعتبر الأفضل، إذ تسمح بتمرير الأكسجين إلى القرنية والعين بشكل جيد، ولكن تبقى مدة التعود عليها أطول وأصعب، وذلك بسبب الشعور بوجود جسم غريب داخل العين. وأضاف أنها توفر رؤية واضحة وأكثر جودة من تلك التي توفرها النظارات خاصة على الأطراف، وذلك لذوي الدرجات العالية؛ لأنها ملتصقة بقرنية العين مباشرة، وتوفر حرية أكبر بالحركة وممارسة الكثير من الألعاب الرياضية، بالإضافة إلى الجانب الجمالي الذي تضيفه، ولكن بالرغم من أنها محببة جداً عند الكثير، فإن قلة العناية بها، والتي تتطلب حرصاً شديداً والالتزام بالتعقيم والتنظيف واستبدالها بالوقت المناسب، وأيضاً الارتداء المفرط لها، قد يؤدي إلى تهيج العين والشعور بعدم الراحة وغشاوة الرؤية والاحمرار وحتى التهاب القرنية وقرحتها، لهذا يجب استخدام المحلول المعقم بالإضافة إلى مزيل الرواسب الروتينية حسب الإرشادات. وأوضح أنه توجد مدة قصوى لارتدائها والتي تعتمد على المواد المصنوعة منها، إضافة إلى العوامل الخارجية مثل الرطوبة، ودرجة الحرارة، وطبيعة وبيئة العمل، وذلك لتوفير إمكانية تمرير الأكسجين للعين، حيث تتراوح حسب النوع من 8 ساعات إلى حد أقصى 14 ساعة لبعض الأنواع والحالات، فينصح بزيارة طبيب عيون أو مختص عدسات لاصقة عند الرغبة في ارتداء العدسات؛ وذلك لفحص العين جيداً واختيار النوع والصنف المناسبين. وذكر أنه يجب عدم الاستمرار بارتدائها أثناء النوم؛ لأن ذلك يؤدي إلى زيادة نسبة الماء بالقرنية وغشاوة الرؤية، ناهيك عن ارتفاع خطر الإصابة بالالتهابات؛ نتيجة سوء تمرير الأكسجين لمدة طويلة. وبيّـن أنه يوجد الكثير من الحالات المتضررة بسبب الإهمال والاستخدام الخاطئ للعدسات، وبعضها يكون سببها شيئاً بسيطاً ويكون علاجها باستخدام القطرات لمدة أيام أو أسابيع، وهناك بعض الحالات الصعبة التي تتطلب استبدال أو زراعة قرنية، وخاصة إذا كان الالتهاب عنيداً ويسبب غشاوة مركزية وحجباً للرؤية. أصناف متنوعة وقال الدكتور كامرام طبيب عيون، إن للعدسات اللاصقة العديد من الأنواع والأصناف، أي أنه يوجد ما يقارب 100 صنف مختلف تقريباً، حيث توجد عدسات يومية وأسبوعية وشهرية وأيضاً سنوية، لكنها ليست متوافرة بشكل كبير، مضيفاً أن العدسات اليومية تعتبر الأفضل بينها؛ لأنها تستخدم مرة واحدة ومن ثم تتلف. وأوضح أن أسعار العدسات تتفاوت بين بعضها؛ إذ إن العدسات اليومية تعتبر الأغلى بينها؛ لأنها تباع على عدد الأيام التي تستخدم فيها، كما يجب الاعتناء بنظافة العدسات الأسبوعية والشهرية بالشكل الصحيح، وتغيير السائل المعقم يومياً؛ حيث إن تركها عرضة للهواء يسبب لها التلف، بالإضافة إلى أنها تكون حاملة للفيروسات والبكتيريا الضارة، والتي من المؤكد أنها تؤدي إلى إصابة العين بالتهابات يصعب معرفة مدى خطورتها. أفضلية العدسات أفادت ستيلا بوناج، طبيبة عيون، أن العدسات اليومية تعتبر الأفضل من غيرها؛ لأنها تستخدم ليوم واحد فقط ومن ثم تتلف؛ حيث إنها تجنب المريض التعرض لخطر الإصابة بالالتهابات أو الجراثيم بنسبة 90%، بالإضافة إلى أنها تعتبر الأغلى. وأوضحت أن العدسات السنوية متوفرة في الدولة، ولكن وفقاً لحالات معينة وعند الطلب عليها من قبل المريض نفسه، وهي تعتبر غير صحية مقارنة بالعدسات اليومية، وأن العدسات تعطى ببعض الأحيان بوصفة طبية من الطبيب، وأيضاً تعطى بناء على رغبة المريض نفسه، مضيفة أنه توجد أنواع متعددة ومختلفة من المحاليل والعدسات. إقبال كبير قالت فينوس راموس طبيبة عيون إن إقبال العديد من السيدات والفتيات خاصة على استخدام العدسات بديلاً للنظارات الطبية، بعد انتشار هذه الظاهرة في مدة زمنية قصيرة، وصلت نسبته إلى 80%، حيث يفضلن ارتداء العدسات عن النظارات الطبية؛ بسبب التغيير الكبير الذي تعطيه في الشكل والمظهر العام، كما تشكل نسبة إجمالي البيع السنوي للعدسات 50%. وأشارت إلى أن العدسات اللاصقة تعتبر البديل الأفضل الذي توصل إليه علماء وخبراء العيون، عوضاً عن النظارات الطبية التي يتم الاستغناء عنها بشكل ملحوظ وكبير في الفترات الماضية، ولكن العدسات اللاصقة لا تعتبر الحل الأمثل؛ حيث إن النظارات الطبية تعالج مشاكل الانحراف وقصر النظر مع مرور الوقت إذا كانت الأعراض بسيطة. إحصاءات وأرقام يصل عدد الحالات التي تصاب بالتحسس من العدسات ما بين 100 إلى 150 حالة تحسس سنوياً، وعدد الحالات التي تصاب بتقرح القرنية يصل ما بين 10 إلى 20 حالة تقرح سنوياً، أما عدد الحالات التي تتطلب زراعة قرنية جديدة فتتراوح ما بين 5 إلى 10% من الحالات عالمياً، وفي الإمارات هناك ما بين 5 إلى 10 حالات تحتاج إلى زراعة قرنية سنوياً، بسبب سوء استخدام العدسات اللاصقة.