انتشر باعة جائلون في الأراضي المقدسة خلال موسم الحج من هذا العام للترويج لمنتجاتهم وبضائعهم من الأغذية والمأكولات، إضافة إلى المشروبات من الشاي والقهوة والعصائر، وهو ما ترصده سنوياً أمانة العاصمة المقدسة كملاحظات سلبية يسجلها المفتشون عن رجال ونساء يجلسون في أماكن مختلفة في المشاعر المقدسة ويمارسون أعمالاً تجارية. ورصدت جولة لـ واس بين باعة التجارة الموسمية، المنتشرة في شارع صدقي في المشاعر المقدسة، بائعات وبائعين سعوديين وآخرين من عدة جنسيات، يفترشون الطريق للبيع عليه، غير مبالين بمن حولهم. ويقول البائع السعودي صالح الذي يبيع الشاي بجوار كوبري الجمرات الرابع إنه يعمل في هذه المهنة منذ ثلاث سنوات، معللاً عدم اقتنائه محلا نظاميا أن الاشتراطات لاستئجاره لا تنطبق عليه، وأنه لا يستطيع ترك هذه المهنة، مشيرًا إلى أن هناك إقبالا كبيرا من الحجاج والمارة على الشراء من بسطته الصغيرة التي يقف عليها يوميا من بعد العصر إلى منتصف الليل. وهيأت الجهات المعنية مشعر منى بمختلف الخدمات التموينية التي يحتاج إليها ضيوف الرحمن، منها 19 مخبزا و234 مبسطًا عاماً و85 مبسطا متخصصا، و100 براد، إضافة إلى 1100 كرسي حلاقة موزعة في مختلف مواقع منى حول جسر الجمرات، روعي في أماكنها سلامة الحجاج وتقديم الخدمات بشكل مرن. وينقسم أصحاب البسطات من الباعة إلى محليين مستقرين سواء من أهالي مكة المكرمة أو باقي مناطق المملكة، وإلى باعة من ضيوف الرحمن الذين قدموا لأداء مناسك الحج وعرض بضائعهم التي قدموا بها من بلدانهم، ويتعدى ذلك إلى طبخ مأكولاتهم الخاصة بهم. ويبيع أصحاب البسطات على الحجاج وبعض العاملين في الجهات العاملة في موسم الحج. ويعد الطعام الذي يتم تجهيزه على الأرصفة ملوثا وفاقدا للاشتراطات الصحية، إلا أن الزبائن يصرون على الأكل بهذه الطريقة غير الصحية رغم جميع النصائح والتحذيرات التي تقوم بها الجهات الصحية والتوعوية في الحج. وأوضحت البائعة الإفريقية آيمة ساروي أنها تجيد الطبخ وتريد أن تطلع الجميع على مأكولات بلادها إلى جانب جنيها بعض المبالغ، مبينة أنها تسعى إلى أن تحصل في الحج المقبل على محل كشك نظامي لتتمكن من إبراز مهاراتها في الطبخ بشكل أوسع. وفي المقابل كثفت أمانة العاصمة المقدسة جهودها خلال أيام التشريق عبر زيادة عدد الفرق الميدانية لكل مركز، خاصة فيما يتعلق بالنظافة والمراقبة البيئية ومتابعة برادات المواد الغذائية خلال هذه الأيام. كما جهزت الأمانة في مشعر منى 27 مركزًا للخدمات البلدية يباشرها عدد من المراقبين والعمال على مدار الساعة لضمان بيئة نظيفة، ومراقبة البسطات والتأكد من نظافة الأغذية وصلاحيتها، لضمان تقديم خدمة مميزة ومفيدة. وأوضح المهندس عارف قاضي مدير عام المشاعر المقدسة والمواسم أن الأمانة قامت بزيادة الجولات الميدانية لمكافحة الباعة المتجولين وجميع الظواهر السلبية التي قد تؤثر في صحة وسلامة حجاج بيت الله الحرام. وأفاد بأن أمانة العاصمة المقدسة استعانت بعدد من المراقبين الصحيين المتخصصين للمساندة في أعمال الرقابة البيئية والصحية خلال أيام التشريق، وذلك لضمان تهيئة الأجواء الصحية المناسبة لحجاج بيت الله الحرام، مبيناً أن الأمانة أقامت 27 مركزا للخدمات في المشاعر المقدسة للقيام بأداء الخدمات البلدية المختلفة، إلى جانب التركيز على المنطقة الواقعة حول جسر الجمرات، نظرا لوجود أكثر كثافة بشرية من الحجاج فيها وتوزيع المواقع لكل مركز لتسهيل عملية أداء الخدمات المناطة بها، خاصة فيما يتعلق بأعمال النظافة ومراقبة الأسواق ومتابعة البسطات الموسمية والرقابة الصحية عليها. من جهتها أفادت البائعة السعودية أم خالد أنه في موسم الحج تكثر الخلافات بين البائعات في البسطات، مرجعة السبب إلى ازديادها في موسم الحج، مشيرة إلى أن سبب ذلك هو رغبة كل بائعة في الجلوس بمكان زميلتها، ما يحدث خلافات بينهن على المكان، ما يفاقم الأمور إلى أن تصل إلى تشابك بالأيدي خاصة من البائعات المخالفات لنظام الإقامة. وأكدت أنها تعتمد على عملها الحر في البيع عبر البسطات، وتشاركها الرأي أم عبد الله التي تعمل على بسطتها خلال المواسم منذ ثماني سنوات. وفي السياق ذاته شدّد الدكتور سامي الحجار استشاري الأمراض المعدية على ضرورة تجنّب الأطعمة والسوائل المشروبات من العامة المتجولين في أماكن الحج، وفي حال ظهور أعراض النزلات المعوية على أحد الحجاج كالقيء والإسهال فإنه يجب عندها زيارة أحد المستشفيات لأخذ السوائل والأملاح إما عن طريق الفم أو الوريد لمنع حدوث الجفاف، أما في حال ظهور الحمى أو السعال وضيق التنفس فلا بد من مراجعة أحد المستشفيات للتأكد من عدم الإصابة بالتهاب رئوي وأخذ العلاج المناسب.