«استأجر السرداب بسعر أقل من السوق، واحصل على شهر مجاني»، طريقة لم يعهدها العقار الاستثماري في الكويت طوال تاريخه، إلا أن التراجع الكبير في عدد المستأجرين، والركود الذي يصيب القطاع منذ بداية العام 2016، دفع بأصحاب العقارات الاستثمارية في محافظات مختلفة، إلى البحث عن تشغيل مساحاتهم التشغيلية بطريقة تشفي غليلهم، وتساعدهم على تقليص الخسائر أو التراجع في الإيرادات، فكان الحل بتقديم عرض يسيل لعاب الباحثين عن مخزن لبضائعهم، يكمن في التأجير بأسعار أقل من السوق، وفوقها شهر مجاني. كثير من العقاريين عجزوا عن تأجير سراديب عقاراتهم الاستثمارية لأشهر عديدة، بسبب عزوف من يسأجرونها لأغراض التخزين لأسباب اقتصادية تارة ولارتفاع القيمة الإيجارية تارة أخرى، ما دفع ملاك البنايات الاستثمارية إلى اتخاذ طرق جديدة في عالم التسويق العقاري، لم تشهد الكويت مثيلاً لها إلا نادراً، ألا وهي «استأجر.. وخد شهر مجاناً!». مصدر عقاري مطلع على أحوال السوق، قال لـ «الراي»، ان بعض العقاريين بدأو يشعرون بتراجع القيم الإيجارية لعقاراتهم الاستثمارية، سواء من ناحية تأجير الشقق أو الطابق الأول، الذي يستغل لأغراض تجارية مثل الصالونات أو المكاتب، ولاسيما السراديب التي تؤجر لأغراض التخزين سواء للمطاعم أو الشركات، ما دفع البعض منهم إلى تعويض المستأجرين والباحثين عن «سراديب»، بعروض تمكنهم من الاستفادة من شهر مجاناً مع تخفيض في القيمة الإيجارية. وكشف المصدر أن مواقع التواصل الاجتماعي والإعلانات العقارية، بدأت بتسويق هذا النوع من العقارات بطريقة الشهر المجاني بداية من ديسمبر، لافتاً إلى أن هذه الفكرة تعبر عن معاناة ملاك بعض العقارات الاستثمارية، وصعوبة تسكين المساحات التأجيرية للسراديب. وتابع أن أكثر المناطق التي يتواجد بها مساحات تأجيرية للسراديب الاستثمارية، هي محافظة حولي والفروانية ومن ثم السالمية، مبيناً أن العروض الحالية انتشرت بشكل كبير، وبدأت تتنقل من هذه المحافظات إلى المحافظات الأخرى مثل الاحمدي وايضا منطقة الفحيحيل. وتتمثل بعض العروض، بتأجير لسراديب في السالمية بقيمة 700 دينار شهرياً مع شهر مجاني، وأخرى في حولي بـ 600 دينار، وفي الفروانية 650 دينارا، إذ تختلف الأسعار بحسب المساحات، لكنها تجتمع كلها في تقديم العروض المجانية، وتوفير قيمة أقل بنحو 15 في المئة مما هو معروض في مناطق أخرى. وبين المصدر ان أصحاب بعض هذه العقارات، يلجأون في المقام الأول، إلى شركات التسويق العقاري من أجل تسكين مساحاتهم التأجيرية، بعد عزوف كبير من قبل المهتمين عن استئجار السراديب.