امنعوهم من جهلهم ..! هكذا قلت لنفسي حين سمعت عن كثرة القصص المتداولة عن استخدام المراهقين للسلاح دون رقابة والآثار المترتبة على ذلك ، أسئلة كثيرة تطرح نفسها ؛ أين رقابة الأهل ؟.. أين الإرشاد الوقائي ؟.. أين منصات التواصل ؟.. أين الوعي المجتمعي ؟.. هل حقاً نجهل من هو المراهق ؟!.. أم أننا تجاوزنا عن خطورة المرحلة التي نعرف طبيعتها ويعرفها أصحاب التربية والتعليم ولطالما عملوا من أجلها ووضعوا لها الكثير من البرامج والخطط .. !! هل توقفت تلك الخطط ؟!.. أم أنها لم تعد مجدية .. ؟! أم أن هناك قفزة جديدة لانستطيع اللحاق بها حتى الآن ؟!.. قفزة تأتي بالجديد كل يوم من خلال مواقع التواصل والتقاء الفكر من كل لون ومشرب !.. هل نقول أن هناك الكثير المتسارع الذي لم نستعد لمواجهته حتى يفتك بعقول المراهقين ؟.. أم أن خططنا بطيئة عقيمة لاتوازي حجم الأفكار الواردة والخطط التي تستهدف الجيل المراهق لتقطع عليه وعلينا الوصول للنضج وبر الأمان ؟!.. أذكر أننا قرأنا وتعلمنا درساً عن مرحلة المراهقة واضطرابها وأذكر جيداً تشبيهاً قوياً لها حين وصفها البعض بالنهر الجاري الذي لاتستطيع إيقافه ، متعرج مندفع بقوة وعلى من يتابع المراهق أو يتولى أمره أن يدرك أنه مثل ذلك النهر لاتستطيع إيقافه أو التخفيف من سرعته كل الذي عليك أن تساويه في السرعة وتكون المحيط الذي يحميه ويمنع اصطدامه حتى لاتقع الكوارث .. تعامل المراهقين مع حسابات التواصل لايعني أنهم أصبحوا أكثر وعياً ولايحتاجون رعاية واهتماماً بل يحتاجون الأكثر لأنهم هنا يفتقدون للرقابة والمتابعة ويتفاعلون مع أمور أكبر من إدراكهم ومرحلتهم العمرية ووعيهم ، أيضاً خروجهم للأنشطة العامة أو الظهور والشهرة إن حققها بعضهم وتفاعلهم مع بعض شرائح المجتمع لايعني أيضاً قدرتهم الكاملة على الانطلاق والتفاعل والتأثير والتأثر دون توجيه .. ليس في السطر تقليل من قيمة المراهق وتفكيره وتواجده كفرد له حقوق وعليه واجبات ولكن علينا أن لانحمله فوق طاقته حبن نترك له الحرية الكاملة في الانطلاق والانفتاح على المعارف والحضارات والأفكار المختلفة دون أن نجعل طريقه آمناً غير محفوف بالخطر بعيداً عن الصراعات والتوجهات والأفكار الهدامة التي قد ينجرف لها تدريجياً أو دفعة واحدة لافرق ، الخطر في عدم تهيئته وتوجيهه بطرق غير مباشرة بداية من المنزل والمدرسة ووصولاً لقنوات التواصل وماتحمل .. نعم امنعوهم من جهلهم بوعيكم حتى لايحمل أحدهم فكراً مدمراً ولايحمل سلاحاً ليكون قنبلة وأداة قتل وهو لايملك من أمر فكره ومرحلته العمرية شيئاً .. الأمر بيد الكبار ليكونوا كباراً مسؤولين عن الأمانة الموكلة لهم .. فامنعوهم بوعي وأحسنوا توجيههم ورعايتهم ليكون الغد آمناً مطمئناً .