ـ في الخلاف الثلاثي مع قطر يبدو واضحاً أن المجتمع الخليجي أكثر عقلانية في التعاطي مع الأمور من النخب وخصوصاً الإعلامية منها التي تتبارى حتى اللحظة في إظهار المعايب والتركيز عليها وكأنها تريد قطع كل متصل بين الأشقاء، وإغلاق خط الرجعة الذي قد تأتي به الأيام وستأتي به مهما كانت الظروف. ـ ما غاب عن بال أولئك النافخين في النار بقصد أو دونه أن الخلاف مع الأشقاء ومهما كانت درجته لا يحولهم إلى خصوم وأعداء ألداء، بل ربما تعود المياه إلى مجاريها أسرع مما نتوقع؛ فماذا سيقول هؤلاء حينها؟! هل سيعتذرون أم أنهم سيواصلون صعود الموجات كعادتهم؟ ـ لا أتحدث عن الشامتين من خارج الخليج العربي فنحن نعرف مواقفهم سلفاً؛ بل أتحدث عن زملاء وكُتّاب كبار يستعيرون هذه الأيام لغة خشبية لا تنفع لهذا العصر، ولا تليق بهم ولا بالشعبين الشقيقين في قطر والسعودية تحديداً، وهي لغة تقلب الطاولة في وجه العقل والتعقل المطلوب في هكذا خلافات. ـ الشعب الخليجي أكثر تصالحاً مع قيمه وحاجاته للالتفاف من النخبوي المأزوم في كل وقت، الذي يبدو أن الأقنعة والمصالح والشهرة الزائفة والمزيفة أفسدته كثيراً، ولم يعد حفياً بأهله وبلدانه الطيبة، ولذلك يذم مثلما يمدح وبنفس الحماس والقدرات تقريباً!! لعبة أقنعة.. ـ شكراً أيها الشعب الخليجي الذين يدعونا لأن نتعلم منه فن (الركادة) والهدوء والرقي في الاختلاف، ولا يضيرك إصرار النخبوي أنك لا تفهم شيئاً؛ بلى والله أنت تفهم وتشعر بالمخاطر أكثر منه، ولكن مشكلتك الكبرى أنه من يسرق لسانك ويتحدث به بلكنة بعيدة جداً عن الواقع!!