- بدخول قوات النظام السوري وحزب الله إلى مدينة يبرود التابعة لريف دمشق، يصبح الحديث عن وصول مسار التفاوض في جنيف، المتوقف أصلاً، إلى نتائج إيجابية إفراطاً في التفاؤل لا يستند إلى المعطيات على الأرض. - حينما وُقِّعَ بيان جنيف1- في يونيو 2012، كان وضع قوات النظام السوري سيئاً.. وفي فبراير 2014 قالت بثينة شعبان، مستشارة بشار الأسد، إن السلطة في دمشق لن تقبل بتطبيق بيان جنيف1- لأن وضع قوات النظام تحسن كثيراً عسكرياً أي أنه لم يعد في حاجة إلى الرضوخ للمجتمع الدولي لأنه عدَّل من وضعيته بعد استعانته بآلاف المقاتلين الأجانب من حزب الله والميليشيات الإيرانية والعراقية. - بشار الأسد يربط مسار التفاوض بالواقع على الأرض.. كلما تحسنت وضعية قواته تشدّد في خطابه السياسي ورمى المعارضة بتهم الخيانة والعمالة.. لذا لن يستسلم ويتوقف عن قتل السوريين إلا إذا تدهور موقف قواته.. وبناءً عليه يمكن اعتبار مسار جنيف متعطلاً لحين تغيير ميزان القوى. - حلفاء النظام كإيران وحزب الله يعتبرون أن السيطرة على يبرود «نصر» سيكون مقدمة للإجهاز على الثورة السورية تماماً ويعتقدون أن انهياراً في المعنويات سيصيب صفوف الثوار خصوصاً أنهم مشغولون بالخلافات الداخلية. - لكن على الرغم من سقوط يبرود، لا تبدو الثورة في سوريا مستعدة للعودة إلى الوراء.. وقد كان النظام يعتقد أن سقوط القصير سيقود إلى هزيمة مشروع التغيير وهو ما لم يحدث.. استمر الثوار في تنظيم صفوفهم والتعلم من أخطائهم. - ثلاثة أعوام من التقتيل لم تقد النظام إلى ما يريد، لأن جرائمه تزيد من غضب السوريين وتمسكهم بتغييره. - على هامش معركة يبرود.. حزب الله أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه «قوة احتلال» خارجي تنتهك أرض سوريا وسيادتها لمصلحة مشروع «طائفي».. وهذه جريمة لم يتعامل معها المجتمع الدولي بالجدية الكافية حتى الآن.