فى الذكرى الثالثة لانطلاق الشرارة الأولى للثورة السورية، لايزال الشعب يئن من ويلات النظام السوري الذي يقصف شعبه بكل أنواع الأسلحة في ظل صمت ومواقف دولية مخزية يندى لها الجبين.. يأتي ذلك في الوقت الذي طالبت فيه قوى الثورة والمعارضة السورية المجتمع الدولي بالتدخل الفورى لوقف المجازر والمآسي، التي ترتكب هناك وإنهاء الأزمة السورية فيما حذر عدد من الخبراء والدبلوماسيين من خطورة الوضع في سوريا واستمرار تأجيج الأزمة مؤكدين أنه سيأتي على الأخضر واليابس.. مشددين في الوقت ذاته على أنه إذا لم يغير المجتمع الدولي من أسلوب تعامله مع الأزمة فإنها سوريا ستتحول إلى عراق جديد. وأكدوا في تصريحات خاصة لـ»المدينة « أن الأزمة الآن هى ليست بشار الأسد ومصيره فقط، وإنما كيفية إنقاذ سوريا من التدمير الممنهج الذي تتعرض له. وقال جبر الشوفي، عضو المجلس الوطني السوري: إن الوضع في سوريا الآن أصبح معقدا للغاية مطالبا المجتمع الدولي بالتدخل لوقف المجازر التي ترتكب ضد الشعب السوري.. وأضاف: إن داعش تزعم أنها دولة إسلامية في العراق والشام، بينما هي جسم غريب عن سوريا والثورة السورية وصنيعة للنظام الإيراني والسوري، وكذلك نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي في فترات سابقة. ولفت إلى أن قوى الثورة السورية والجيش الحر يسعى الآن إلى إخراج داعش من سوريا لما ارتكبته من جرائم بشعة بحق المواطنين السوريين، والتي خدمت بها النظام السوري وبشار الأسد سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، حيث يستغل النظام هذه الناحية باستمراره في قصف المواقع المدنية بالصواريخ في حلب ودرعا ومعظم المناطق، التي يقوم فيها بالقصف بعشوائية وهمجية ويحاصر كثيرا من المناطق حتى أصبحت الناس تموت جوعًا في مخيم اليرموك ومناطق أخرى من دمشق، بالإضافة إلى تهديم البيوت فوق رؤوس أصحابها قائلا «إن النظام يحاول أن يتمدد على بقعة كبيرة من الأراضي السورية. صندوق لدعم الثورة السورية من جانبه استنكر عمر الحبال، عضو الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية صمت المجتمع الدولي تجاه المجازر التي ترتكب في سوريا، مطالبا دول مجلس التعاون الخليجي بإيجاد صندوق لدعم الثورة السورية، مؤكدا أنه مطلب ملح وضرورة لإنقاذ الشعب السوري من المعاناة قائلا إنه ﻻبد من وجود مورد ثابت تستطيع أن تتصرف فيه المعارضة السورية، مستنكرا عدم وجود اى موارد مالية، مما أدى إلى عجز الحكومة السورية، التي تشكلت مؤخرا عن اتخاذ أي قرار أو القيام بأي عمل، نظرا لعدم توافر أي مصادر تمويل لهاـ كما طالب بضرورة فتح ممرات آمنة لأطفال والنساء، منوها بأن الجيش السوري الحر والرجال يقاتلون، حيث أجبرنا بشار الأسد ونظامه على حمل السلاح قائلا إننا لسنا بحاجة إلى رجال أو مقاتلين أو مجاهدين، وإنما بحاجة إلى الأموال. خلافات شديدة بين فصائل المعارضة وقال السفير طلعت حامد مستشار الأمين العام لجامعة الدول العربية سابقا لـ»المدينة» إن هناك خلافات شديدة بين فصائل المعارضة السورية للأسف ولا توجد خطة موحدة.. وأشار إلى أن الطاغية بشار الأسد لا يزال متمسكا بالسلطة ويحكم سوريا بالحديد والنار.. وحذر السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق من أن استمرار الأزمة السورية وتأجيج الصراع سيقضي على الأخضر واليابس في المنطقة، مؤكدا أن الوضع في سوريا يزداد تعقيدا لأن الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية متردد وبه الكثير من الانشقاقات والخلافات. ولفت إلى الصراع الدموي الدائر بين في شمال سوريا وشمال شرق سوريا بين الجماعات المسلحة وداعش ( الدولة الإسلامية في العراق والشام ) قائلا «أعتقد أنه إذا لم يغير المجتمع الدولي من أسلوب تعامله مع الأزمة السورية فإنها ستتحول إلى عراق جديد. أضاف أن الأزمة الآن هي ليست بشار الأسد ومصيره فقط، وإنما كيفية إنقاذ سوريا من التدمير الممنهج، الذي تتعرض له سوريا.. لافتا إلى أن الأزمة امتدت إلى لبنان ليس بسبب حزب الله وتدخلاته في الشأن السوري، وإنما لأنه من الأساس توجد مواجهة مفتعلة بين السنة والشيعة على امتداد الشام بمفهومه التاريخي وهذا صراع اذا تم تأجيجه وانتشر فإنه سيقضي على الأخضر واليابس في المنطقة. المزيد من الصور :