عندما ترى سائقاً مُنشغلاً بهاتفه أثناء القيادة، فتعامل معه بحذر وكأنك تتعامل مع «سائق مخمور»؟!. هذه أحدث النصائح العلمية التي تؤكدها مراكز الأبحاث عندما قررت أن من يقود مركبته وهو منشغل بالهاتف «يرسل، يستقبل، يتصفح، يعلق .. إلخ» تكون ردة فعله وسرعة استجابته لما حوله، مشابهة وقريبة بنسبة 80% من تصرفات «السائق المخمور» الذي لا يستوعب ما يجري حوله بشكل صحيح، ولا يتعاطى مع المواقف كما يجب، مما يؤدي لحوادث قاتلة ومُميتة..!. الانشغال بالهاتف الذكي أثناء القيادة يؤدي للفوضى على الطريق، وبرأيي أنه بات من المؤكد أن «الهواتف الذكية» بيد سائقي المركبات، من الأسباب الرئيسة والحديثة للزحام المروري الخانق الذي نعيشه في شوارعنا، عندما يهرب قائد المركبة من الملل بتحريك أصابعه، وتركيز نظره في الشاشة، مما يؤدي لتشتيت انتباهه، وبطء حركة سيارته، وكأنّ جميع من في الشارع يتواصلون مع بعضهم البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والخوف أن يمتد هذا الأمر إلى «رجل المرور» نفسه..؟!. لا نملك دراسة علمية تؤكد قضية «الزحام» وإن كُنتُ واثقاً من وصولنا لذات النتائج التي وصلنا إليها فيما يخص «الحوادث» عندما قرر الباحثون أن استخدام الهاتف المُتحرك يقتل الإنسان أكثر من جرائم الأسلحة البيضاء، بل إن الثواني التي تسبق وقوع الحادث تعتبر في أمريكا من «الزمن المجهول» نتيجة عدم معرفة السائق بما حدث لانشغاله بالهاتف؟!. عدم التركيز، تعطيل حركة السير، الدخول الخاطئ، عدم الالتزام بالسرعة، الترنح بالمركبة في أكثر من اتجاه، تغيير المسار المفاجئ .. وغيرها مُسببات للزحام المروري نتيجة الانشغال بتصفح الهاتف أو التحدث به؟!. مُشكلتنا اليوم لم تعد مع التحويلات المرورية، أو تكدس السيارات عند الإشارات، بقدر ماهي مع «تركيز السائقين» المفقود ؟!. حتى تسهل حركة السير ابحث عن طريقة لمنع استخدام الهاتف أثناء القيادة، المرور مازال مُتساهلاً مع هؤلاء، فيما نُطالبه بتشديد المُخالفة أكثر، وتجريم هذا العمل القاتل الذي أزهق أرواح الأبرياء، وتسبب في تعطيل مصالح آخرين..؟!. وعلى دروب الخير نلتقي.