منذ أن تأسس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" وهو يحارب الكثير من التجاوزات التي تفسد جمال "المستديرة" واستغلال مدرجاتها وأعشابها الخضراء لترويج الإساءات أو العبارات العنصرية أو السياسية أو الطائفية والدينية، وهذه الأربعة هي أبرز مايسعى الفيفا إلى إبادته إذ إنه يتعامل مع من يرتكب إحدى هذه الحالات بكل صرامة، شاهدنا الكثير من العقوبات تصدر بحق المدرجات التي تفوح منها رائحة "العنصرية" أو اللاعبين الذين استخدموا العبارات "الفاشية" وغيرها ممن يقحمون السياسة والطائفية في الرياضة. الفرق الإيرانية تأبى إلا أن تقحم الصراعات السياسية والطائفية في ملاعبها عند أغلب المواجهات التي تجمعها بالفريق الخليجية وخصوصاً السعودية، دون أن تجد من يردعها أو يوقف تجاوزاتها وعلى لاعبيها الطائفيين ومدرجاتها الممتلئة بالشعارات السياسية والدينية، عندما نشاهد لافتات تحمل شعارات دينية وسياسية في التصفيات الآسيوية الحالية فهي ليست بالجديده بل تكرار لأحداث ماضية أقربها شاهدناه في مواجهة الاستقلال والهلال العام المنصرم على ملعب أزادي، عندما حولوا الملعب الذي استوعب 100 ألف متفرج إلى ساحة دينية، إذ دخل إلى أرضية الملعب بعض المنشدين ورددوا أهازيجهم الطائفية وهم يحملون لافتات سوداء، بالإضافة إلى رمي المتفجرات والألعاب النارية إلى أرضية الملعب بالقرب من لاعبي الهلال مما تسبب في توقف المباراة أكثر من مرة، وعلى الرغم التعليمات المشددة من الاتحاد الآسيوي إلا أنهم لايتركون أي مجال للاستفزاز إلا ويستغلونه، كتأخير بعثات الأندية في المطار لساعات طويلة، أو مخالفة أنظمة الاتحاد الآسيوي باستضافة الفرق في فنادق دون الحد الأدنى من الشروط، كفنادق الثلاث نجوم ونحوها، إضافة إلى نقلهم التلفزيوني المستفز الذي يحجب عن المشاهد الكثير من مجريات المباراة، ويكرر إعادة أهدافهم بشكل مبالغ فيه، ووضعهم كاميرات مراقبة على الملعب الذي تتدرب فيه الفرق السعودية!. وكانت آخر تجاوزاتهم يوم الأربعاء المنصرم عندما حل الهلال السعودي ضيفاً على سباهان الإيراني في مدينة أصفهان، إذ رفع اللاعب الإيراني قميصه بعد تسجيله الهدف الثاني بالرغم من منع الاتحاد الدولي الكتابة على القمصان. الاتحاد الآسيوي تلقى الكثير من الشكاوى التي تدين الأندية الإيرانية بسبب تجاوزاتها لقوانينه وقوانين الفيفا، إلا أنه لم يتجاوب معها ووقف موقف المتفرج دون أن يوقع الحد الأدنى من العقوبات، وإلا فالجميع شاهد"الفيديو" الذي قامت إدارة الهلال بتصويره وإرساله إلى العديد من البرامج الرياضية لبثه على شاشاتها، وكان رد الاتحاد الآسيوي برفض الاحتجاج الهلالي معتبرين ماحدث في مدرجات "أزادي" أمراً طبيعياً ويصدر دائماً من الجماهير، وأن المحاضرة الدينية والأناشيد الطائفية ودخول المعممين إلى أرضية الملعب كان بتنسيق مع مراقب المباراة الذي لم يستقبل الهلال في المطار ولم يعاقب، إضافة إلى عدم تدوينه ماحدث في الملعب، وكأن الاتحاد القاري ينتظرحدوث كارثة حتى يتدخل! وهذا ماجعل أغلب الفرق الخليجية تذهب إلى إيران بطائرة خاصة ليلة المباراة وتعود إلى المطار فور انتهاء المباراة. تحدٍ كبير جميع رؤساء الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لم يوقعوا أي عقوبة على الأندية الإيرانية، وهذا الأمر يضع رئيس الاتحاد الآسيوي الجديد سلمان آل خليفة أمام تحدٍ كبير لإثبات قوة اتحاده وصرامة إدارته ضد جميع التجاوزات التي تعصف بكرة القدم في "آسيا"، إذ إنه رأس هرم كرة القدم في القارة، وإلا فإن الأندية ستتجاوز اتحاده إذا طفح الكيل متجهةً إلى الاتحاد الدولي للعبة حتى ينصفهم. أغلبية الدول الآسيوية صوتت لآل خليفة وراهنت عليه ونتمنى أن لا تخسر الرهان عليه، خصوصاً أن مشروعه الكبير هو تطوير الكرة الآسيوية واعتلائها منصات التتويج في المحافل العالمية.