تقوم القوات المسلحة المسلحة بانتشار واسع لـ "تأمين المنشآت المهمة والحيوية"، قبل بدء احتجاجات منتظر أن ينظمها اليوم الجمعة مؤيدو الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، وفق ما أورد التلفزيون المصري. وتتخذ قوات الأمن المصرية وخصوصاً الجيش منذ الصباح إجراءات احترازية في القاهرة، تشمل زيادة عديد قواتها في مناطق من المحتمل أن تشهد تظاهرات لأنصار مرسي، ومن بينها الشوارع المؤدية الى ميدان التحرير في قلب القاهرة ومدينة الإنتاج الاعلامي في غرب العاصمة. ويخيم التوتر على شوارع القاهرة التي خلت من ازدحامها، حيث عمدت القوات الامنية إلى اغلاق بعضها، فيما انتشر عناصر من جهاز المباحث بلباس مدني عند اطراف مناطق رئيسية، بعد دعوة جماعة الاخوان المسلمين الشعب المصري الى الخروج في تظاهرات "حاشدة" بعد صلاة الجمعة في "مليونية الغضب" للاحتجاج على الحملة العنيفة التي شنتها قوات الامن على المحتجين المطالبين بعودة مرسي والتي قتل فيها 578 شخصاً بحسب حصيلة رسمية لوزارة الصحة المصرية. وتزامنت الدعوة، التي تثير مخاوف من وقوع أعمال عنف جديدة، مع تأكيد المرشد العام للجماعة محمد بديع رفض "حكم العسكر" وإعلانه المضي في التظاهرات في مصر. وكان المتحدث باسم الاخوان المسلمين، جهاد الحداد، قال الخميس إن "الجماعة وحلفاءها تلقوا ضربة قوية من حملة أجهزة الأمن ضدهم وإنهم فقدوا قدرتهم على التنسيق المركزي وإن العنف معناه أن الغضب "خرج عن نطاق السيطرة" الآن". وتمنّى أعضاء مجلس الامن الدولي، برئاسة الارجنتين، في ختام مشاورات حول الازمة في البلاد، على "الاطراف في مصر اعتماد اقصى درجات ضبط النفس"، بحسب ما قالت السفيرة ماريا كريستينا بيرسيفال، التي عبّرت عن أسف الدول الـ15 الاعضاء في مجلس الامن "للخسائر البشرية" وتمنت انهاء العنف وكذلك احراز تقدم نحو "المصالحة الوطنية". واستمرت ردود الفعل الدولية المنددة بالعنف الذي شهدته مصر كانت آخرها من برلين حيث قال الناطق باسم الحكومة الألمانية إن برلين "تدين بشدة العنف" في مصر وتدعو كل الاطراف الى التفاوض، مضيفاً أن بلاده وسّعت نطاق تحذيرها من السفر إلى مصر ليشمل المنتجعات السياحية في البحر الأحمر. وكان مكتب وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أعلن على حسابه على تويتر أن ممثلي الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد سيعقدون اجتماعاً الاثنين في بروكسيل لدراسة الوضع في مصر، بهدف التوصل الى موقف مشترك بين الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي بخصوص الوضع في مصر تمهيداً "لتحركات محتملة". وأضاف أنه يمكن ان يتم خلال هذا الاجتماع ايضا "التحضير لاجتماع محتمل" بين وزراء الخارجية الاوروبيين. ويأتي هذا الاعلان في وقت سيبحث الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الجمعة الازمة المصرية في مكالمتين هاتفيتين مع المستشارة الالمانية انغيلا مركل وثم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، وقد استدعت كل من باريس ولندن وبرلين السفراء المصريين المعتمدين لديها. وكانت أنقرة استدعت سفيرها في القاهرة من أجل التشاور وقامت القاهرة بالمثل، علماً أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان وصف عزل الجيش لمرسي بـ"الانقلاب"، ما اثار غضب القيادة الجديدة في القاهرة. واليوم اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن اعمال العنف في مصر تخلق "وضعاً مقلقاً جداً" لمجمل المنطقة مع "مخاطر أن تستفيد حركات امتطرفة من كل ذلك التوتر".