×
محافظة المنطقة الشرقية

عام / أمانة العاصمة المقدسة تبرم مشاريع جديدة في مدركه وعسفان

صورة الخبر

سمير الحجاوي تستمر القواعد التقليدية بالانهيار في العالم العربي الذي يصطلح الغرب على تسميته الشرق الأوسط، فالتحالفات تتبدل وتتعدل وتنقلب، وأعداء الأمس هم حلفاء اليوم، والتحالفات السرية تظهر إلى العلن، ومن هذه التحالفات المعقدة السرية ما يقع بين أمريكا وإيران من غرام وانتقام، فإيران تطلق على الولايات المتحدة الشيطان الأكبر وواشنطن تسمي إيران دولة الملالي أو الشيطان الأصغر، ومنذ 35 سنة والعلاقة بينهما غريبة عجيبة، فهي عداء في العلن وتحالف في السر، وإذا أردنا أن نكون أكثر دقة في الوصف، يمكننا القول: إن التقاء المصالح بين طهران وواشنطن والقواسم المشتركة بينهما يمكن أن ترقى إلى درجة التحالف الفعلي، من فضيحة إيران كونترا الشهيرة، وبيع أسلحة أمريكية وإسرائيلية لإيران واستخدام الأموال الإيرانية لتمويل حركات التمرد في نيكاراغوا عام 1986، ومن ثم التصريحات الشهيرة لنائب الرئيس الإيرانى الأسبق محمد علي إبطحي والتي أدلى بها في ختام أعمال مؤتمر الخليج وتحديات المستقبل في 13 يناير كانون ثاني 2004 بإمارة أبو ظبي والتي قال فيها إن بلاده قدمت الكثير من العون للأمريكيين فى أفغانستان والعراق، وأنه لولا التعاون الإيرانى لما سقطت كابول وبغداد بهذه السهولة، وهي المساعدة التي أفضت إلى تقويض حكم طالبان في أفغانستان وحكم الرئيس صدام حسين في العراق، واليوم على مسافة 10 سنوات تقدم إيران للولايات المتحدة الأمريكية مساعدة أخرى تتمثل في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا باسم داعش بريا وجويا، فجنودها يقاتلون على الأرض وتفاخر الفريق قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني أنه منع سقوط أربيل، عاصمة كردستان العراق بيد مقاتلي الدولة الإسلامية وأنه أشرف على تدريب قوات البيشمركة الكردية، في الوقت الذي يقوم فيه المستشارون الأمريكيون بتدريب البشمركة أيضا، وتقوم إيران بتسليح القوات الكردية في الوقت الذي تقدم أمريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول اسلحة لهم. هذه الخلطة العجيبة تحدث بينما تصنف أمريكا سليمانية على أنه إرهابي، في الوقت الذي تتعاون معه بشكل غير مباشر في تسليح وتدريب نفس القوات ونفس الجنود الأكراد، لكن العجب يزداد حين تشارك المقاتلات الإيرانية بقصف مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق، في الوقت الذي تقوم فيه الطائرات الأمريكية والبريطانية ومعها طائرات 10 دول أخرى بالهجوم على ذات المقاتلين والمواقع، وهذا بالطبع لن يتم دون تنسيق، لأنه قد يؤدي إلى احتكاك بين الطائرات في الجو، وربما كان تصريح وزير خارجية الشيطان الأكبر حسب التعبير الإيراني جون كيري كافيا لكشف الطابق كله عندما قال: إن أي ضربة عسكرية إيرانية لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق ستكون إيجابية، وذلك بعد إعلان وزارة الدفاع الأمريكية أن إيران وجهت غارات جوية للتنظيم، ومن هنا فإن الإيجابية التي يحكي عنها كيري تصب في خانة التحالف ضد خصم مشترك، تجد 60 دولة نفسها عاجزة عن تدميره وتعلن في اجتماع جرى في بروكسل أنها أوقفت تقدمه وتعتبر ذلك إنجازا، مع أن التحالف أعلن شن أكثر من 1000 غارة على مقاتلي الدولة الإسلامية، وهي كافية لتدمير بلد بأكمله وليس تنظيما صغيرا يملك بضعة آلاف من المقاتلين. بصراحة، إيران وأمريكا والغرب كله يلعبون في العالم العربي، ويتحالفون لتحويل سوريا والعراق إلى معلب لتدمير البلدين، وتدمير الإسلام والعرب وهو تحالف وزواج بين الشياطين الخاسر الأكبر بسببه العرب والمسلمون. .. الشرق الأوسط