تحقيق: رشا طبيلة قبل 6 سنوات من الآن.. لم يكن أشد المتشائمين يتوقع أن تنقلب ظروف القطاع السياحي في بلدان مهمة بالمنطقة العربية والشرق الأوسط رأساً على عقب، فبعد أن كانت السياحة تمثل أحد الأعمدة الأساسية للعديد من البلدان العربية، ومصدراً مهماً يعول عليه الكثير، لتوفير فرص العمل وزيادة الموارد من النقد الأجنبي، والدخل لشعوب المنطقة، تحول القطاع إلى «غزال جريح» يصارع جاهداً لوقف نزف الدم، الذي تسببت به التوترات الأمنية والحروب والتنظيمات الإرهابية والصراعات المختلفة، لتفقد معها المنطقة جزءاً مهماً من منظومة كان يفترض أن تقود عجلة التنمية والتقدم. ورغم أن المنطقة العربية تمتاز بالعديد من المناطق الأثرية المهمة والموروثات الثقافية التاريخية التي كانت تشكل عوامل مهمة للجذب السياحي، لكن الأرقام الخاصة بمداخيل ومؤشرات هذا القطاع تراجعت بشكل مأساوي في البلدان التي شهدت اضطرابات وتوترات وحروباً وصراعات سياسية خلال السنوات الست الماضية، وباستثناء دول مجلس التعاون الخليجي وعدد محدود من الدول الأخرى مثل الأردن والمغرب، شهدت بقية دول المنطقة انحداراً كبيراً في مؤشرات القطاع السياحي. بلغة الأرقام، تراجعت المساهمة الإجمالي المباشرة وغير المباشرة لقطاع السفر والسياحة بالناتج المحلي الإجمالي الشرق أوسطي بنسبة 4,8% عام 2011، وهو وقت بدء ما يسمى بـ«الربيع العربي» وما صحبه من اضطرابات سياسية، فضلاً عن التهديدات الأمنية العالمية الناجمة من الإرهاب، حيث كانت هذه السنه بداية تباطؤ وتراجع معدلات النمو السنوية في الوطن العربي، بحسب بيانات مجلس السفر والسياحة العالمي. لكن وبالرغم من هذه الظروف الصعبة، فلا بد من إعادة هذا القطاع إلى مساره الصحيح، ما يتطلب جهوداً كبيرة خلال السنوات المقبلة، ووفقاً لمتخصصين واقتصاديين، يعد الاستثمار في التعليم والتوعية والفكر الإيجابي، أهم ما تحتاج إليه المنطقة في المرحلة المقبلة لمواجهة الأفكار الظلامية الهدامة، ما يتطلب التركيز على مخاطبة الشباب عبر المنصات الرقمية، إلى جانب العمل العربي المشترك على تنمية السياحة، وعقد الاتفاقيات، والعمل على تأمين سلامة السياح وإعادة الأمن للمنطقة، بالإضافة إلى إجراءات ترتبط بتسهيل التدفق السياحي وجذب الاستثمارات في السياحة والبنية التحتية وغيرها من الإجراءات والحلول. وأكد هؤلاء أنه بات من الممكن التئام هذا الجرح، ووقوف السياحة برسالتها السامية المتمثلة في تبادل الثقافات والمعرفة وتقبل الأفكار، في وجه هذا الفكر المتطرف والتداعيات الأمنية والسياسية والاقتصادية المصاحبة له. ... المزيد